المنصة الوطنية الموحدة للتوظيف آمال وطموحات

لطالما سمعنا ورأينا العديد من محاولات التدريب والتوظيف المستفيضة لحل قضايا اقتصادية مهمة كالبطالة ، ونقص المهارات والتأهيل والتدريب اللازم لشغل الوظائف المتاحة في سوق العمل بشتى المجالات سواءً في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص أو برامج الدعم الموجه من كلا القطاعين ، وبلا شك أن هذه المحاولات ساهمت بشكلٍ كبير في دعم الباحثين عن العمل ويتجلى ذلك بكل وضوح من خلال خفض نسبة البطالة بين الذكور السعوديين  إلى 4.7% ، وتراجع معدل بطالة السعوديات الإناث إلى 19.3% في الربع الثاني من 2022.

واليوم تكتمل الجهود في التحول إلى المنصة الوطنية الموحدة للتوظيف والتي نأمل عليها كثيراً في اكمال النجاحات التي بدأتها المحاولات السابقة ، من خلال إيجاد منصة واحدة تجمع بين الباحثين عن العمل والباحثين عن مميزين لشغل الفرص الوظيفية المتاحة لديهم .

وباعتقادي الشخصي ستسهم هذه المنصة في اختصار الوقت للأطراف المستفيدة بشكلٍ مباشر من باحث عن الوظيفة أو باحث عن شاغل للوظيفة ؛ أو الأطراف المستفيدة بشكلٍ غير مباشر فمن المتوقع أنها ستوفر معلومات دقيقة لمتخذي القرار في مجال التعليم الجامعي أو التدريب التقني أو المهني عن ما يحتاجه سوق العمل من تخصصات أو مهارات أو خبرات وبالتالي توجيه خريجي الثانوية العامة إلى هذه التخصصات بشكلٍ أكبر من غيرها من التخصصات التي يقل الطلب عليها وتعاني من تكدس الخريجين فيها . كما نتوقع أن تقدم المنصة مؤشرات مبكرة لسوق العمل على مستوى المملكة تتعلق باتجاهات التوظيف المستقبلية في كل منطقة من مناطق المملكة ، ومنحنيات الرواتب والأجور ، والمزايا المادية والمعنوية المقدمة.

وبالتالي نتوقع أن تكون المنصة كالبوصلة التي  تساعد متخذ القرار في تقليل الفجوة بين مخرجات التعليم وسوق العمل  من خلال متابعة حركة الطلب والعرض على الوظائف والخريجين ورفع التقارير الدورية للجهات المعنية في مجال التعليم والتدريب ، والتوظيف؛ مما يسهم في معالجة احتياجات سوق العمل وتطويرها باستمرار بما يضمن تحقيق متطلبات رؤية 2030، كما يساهم في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي قد تؤثر في بناء القدرات اللازمة لمواءمة الاحتياجات الوظيفية من المهارات وبالتالي تقليل الفجوة بين المهارات المطلوبة واللازمة  لشغل الوظائف في القطاعين الحكومي والخاص بالإضافة إلى القطاع الثالث . والعمل على تعزيز قدرة نظام التعليم والتدريب لتلبية متطلبات التنمية واحتياجات سوق العمل .