“تهامة” في الوقت بدل الضائع

يبدو أن غُبار معارك البيع والشراء صنع ضبابية في المشهد وجعل المتداول يفقد التركيز على جوهر آداء الشركات الفعلي وكذلك تجاهل التواريخ المهمة لإعلاناتها وعدم متابعة وضعها المالي بدقة عالية من خلال التنقلات السريعة بين الشركات وعدم فلترتها بصوره مستمرة وبحركة دائمة ..

عنوان تداولات الخميس شركة تهامة تتراقص على النسبة العليا وبأكثر من مئة الف طلب وهي على أعتاب أن تنقضي بقوة النظام حسب ما ورد في المادة 150 من نظام الشركات حيث أن الوقت ينفذ لعدم عقد جمعية عمومية غير عادية، وأثناء صمود السهم على النسبة العليا “وبدون وعي من أغلب المتداولين بالخطر الذي يحيط بالشركة” كانت إدارة الشركة في نفس الوقت تنهي إجراءات تقديم طلب افتتاح إجراء إعادة التنظيم المالي حتى أعلنت عن ذلك بعد نهاية جلسة التداول لتنقذ جزئياً الموقف الصعب ..

إعلان الهيئة بتعليق تداول أسهم شركة تهامة وإذ بي آراه نزل كالصاعقة على مُلاك الشركة ومع ذهول سماع الخبر وقوة الصدمة والترقب هل هناك بصيص يبث فيهم روح الأمل من جديد، نعم الخبر نفض الغبار لتتضح الرؤية ومع التركيز في الاعلانات والأنظمة اتضحت الصورة بشكل كامل، ولمن انتقد الهيئة على الموافقة ثم الإيقاف في اليوم الذي يليه، اقوله بكل أمانة أن هذا عبث في النقد ومن أجل النقد فقط وليس من أجل البناء، الهيئة وافقت على طلب تهامة بتخفيض رأس مالها خلال ساعات ومن المفترض أن تدخل تلك الموافقة في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وكذلك طلب زيادة رأس المال تم الإجراء خلال 13 يوما عمل .. يجب أن يوجه النقد لمجلس الإدارة الذي قدم توصية بتخفيض وزيادة رأس مال الشركة في 07 – 2021 ولم يرفع طلب زيادة رأس المال الا في نهاية شهر 9 – 2022 وهناك سؤال؟! .. ماذا كان يعمل مجلس الإدارة خلال 15 شهر مضت ؟

انا لا أتحدث عن خسائر الشركة لربما واجه مجلس الإدارة الحالي تركة كبيرة، حديثي الآن عن عدم التسارع في إتخاذ الإجراءات وحتى لا يتم قيد دعوى مسؤلية ضد المجلس الحالي في حال واجهت الشركة عقبات في المستقبل.

في ختام هذا المقال اتمنى من هيئة السوق المالية أن تضع من ضمن قواعد الإدراج إلزام قبول الشركة على تخصيص 3 مقاعد في مجالس إدارات الشركات مقابل الحصص المطروحة للإكتتاب لإنتخاب ممثلين يتم ترشيحهم من قبل صغار المتداولين أو من ينوب عنهم والممثل عنهم هي الهيئة، وأن تكون هذه المادة في النظام الاساسي للشركة ولا تقبل التعديل أو التغيير واعتقد ولست جازماً أن هذا الأمر سيغير الكثير في آداء بعض الشركات التي تغرد خارج السرب دائماً.