الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يشير جون ديوي في إحدى عباراته المخلَّدة عن التعليم أنه “لا يمكنك التدريس اليوم بنفس الطريقة التي قمت بها بالأمس لإعداد الطلاب للغد.”
جاءت هذه الإشارة في مقدمة رسالة مشتركة من السيد جيلبرت المدير العام لمنظمة العمل الدولية، والسيدة أودري أزولاي؛ المديرة العامة لليونسكو، والسيدة كاثرين راسل؛ المديرة التنفيذية لليونيسيف، والسيد ديفيد إدواردز؛ الأمين العام للمنظمة الدولية للتعليم بمناسبة اليوم العالمي للمعلم.
لقد التزم العالم بتحويل التعليم ومعالجة العقبات الرئيسية التي تمنع المعلمين من قيادة هذا التحول، حيث جاء التقرير الأخير الصادر عن اللجنة الدولية المعنية بمستقبل التعليم الذي يعيد تصور مستقبل العالم بأجمع، إلى أن هذا العقد من السنين هو عقد جديد للتعليم، عقد يكون فيه المعلمون في المركز ويعاد تقييم مهنتهم وإعادة تصورها.
لا يغيب عن الذاكرة كيف كشفت أزمة COVID-19 أن المعلمين هم المحركات في قلب الأنظمة التعليمية. وبدون عملهم، من المستحيل توفير تعليم شامل ومنصف وجيد لكل متعلم. كما أنها ضرورية للتعافي من الجائحة وإعداد المتعلمين للمستقبل. ولا يغيب عن الذاكرة؛ كيف كانت العملية التعليمة أثناء هذه الأزمة مرتكزها الرئيس، وعامل نجاحها في كافة الجوانب كان المعلم.
ويذكر بيل غيتس بأن “التكنولوجيا هي مجرد أداة؛ أما فيما يخص تحفيز الأطفال وجعلهم يتعلمون ويعملون فإن المعلم هو الأهم.” . ووفقًا لـ “الإيكونومست”، كشفت دراسة أن “تعليم الطلاب الأقل مهارة على يد أفضل 25% من المعلمين يخفي الفجوة بين إنجازاتهم وبين ما ينجزه الطلاب المتفوقون”. ويشير أرثر كوستلر في تعريفه للإبداع إلى أنه: “نوع من التعليم يكون فيه المعلم والتلميذ مجتمعين في شخص واحد.”
ونشير في مقال هذا اليوم إلى أن المعلّم هو صاحب أرقى وأسمى مهنة عرفها التاريخ، وهو أمل كل أمة في أن تصل إلى التقدم والتطوّر. المعلم بحقّ هو اللبنة الأولى والرئيسة في صنع الأجيال، وهو العامل الأساس المؤثر فيها. كان ولايزال المعلم غيث السماء الذي يهبّ على العقول فيحييها علمًا ومعرفة ونبوغًا، وهو نسمة الربيع التي تفتح نوافذ العلم فيها ليدخل منها الخير والطموح والأمل المنشود للمستقبل، وهو النفس والهواء الذي يزخر بكلّ ما هو لازم لمستقبل الإنسان.
المعلم جزءٌ من ذاكرة الفرد والمجتمع التي لا يمكن أن تُمحى أو تزول مع السنين. فالمعلم أيقونة في أذهان الجميع لا يمكن أن يُمحى أثرها ولا نسيانها، وكذلك لم ولن تستطيع البشرية تجاهل قيمته أو ما قام به وقدّمه طوال مسيرته، ومهما قيل ويُقال وسوف يُقال في المعلم من كلمات لا يوجد من التعبير ما يوفيه حقه؛ شكرًا لكل معلم. وإن كان للمعلم يوم في السنة يتم الاحتفاء به في هذا اليوم، إلا أن الواقع يقول أن للمعلم كل ثانية في تاريخ البشرية، وأنه هو الأساس في كل مناشط الحياة بعد مشيئة الله عز وجل، وله الدور الحاسم في تحويل إمكانات المتعلمين إلى نتاج متطور باستمرار. المعلمون مؤسسات إنتاج للمعرفة، وممارسين عاكسين للنجاح، وشركاء في بناء الأجيال المنشودة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال