الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تشهد المملكة العربية السعودية تغيرات متسارعة بقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي تضمن في رؤيته 2030 التنويع في مصادر اقتصاد السعودية المعتمدة على النفط، فمنح نفوذا أكبر لصندوق الاستثمارات العامة وأصبح له تأثير أكبر، حيث اعتمد الصندوق على نهج تحويل الاقتصاد.
*صندوق الاستثمار السيادي للمملكة
قام سمو ولي العهد بإعادة هيكلة كاملة لصندوق الاستثمارات العامة تحت قيادته وحوله إلى ركيزة أساسية لتنفيذ إستراتيجية التنويع الاقتصادي للسعودية الجديدة، متجاوزاً معظم المؤسسات الحكومية القائمة، وبشكل أوضح، القطاع الخاص القوي.
وعلى الرغم من تأسيس الصندوق عام 1971م إلا انه في مارس 2015، ولد الصندوق من جديد وكان يتطلع وقتها إلى رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا، مثل ستيف جوبز، ومارك زوكربيرغ كنماذج يُحتذى بها، حسبما صرح لـ بلومبرغ عام 2016م حيث قال وقتها: “إذا كنت أعمل وفقاً لطريقتهم، فماذا يمكن أن أبتكر”.
*الجهة الاستثمارية الأكثر تأثيرا على مستوى العالم
يقود صندوق الاستثمارات العامة السيادي مسيرة تنمية وتنوع مذهل، ووفقًا لأحدث بيانات معهد SWFI، الذي يرصد تطور قيمة أصول الصناديق السيادية حول العالم، احتل الصندوق PIF المركز الخامس بين أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم حيث تتجاوز أصوله تحت الإدارة 1.980 مليار سعودي داخل المملكة وحول العالم، وفقا لآخر تصنيف ل (SWF Institute) المتخصصة في دراسة استثمارات الحكومات والصناديق السيادية.
*عامل التمكين الأساسي لرؤية المملكة
يعتبر صندوق الاستثمارات العامة الذراع الاستثماري للمملكة وركيزة وعامل تمكين اساسي لرؤية المملكة 2030 ووفق التقرير السنوي لصندوق الاستثمارات لعام 2021م فإن عدد موظفي الصندوق بلغ 1.457 موظف. كما انه يمتلك 4 مشاريع استثمارية كبرى موزعة في 4 دول حول العالم منها الرياض ونيويورك ولندن وهونغ كونغ، وقد تم تأسيس 45 شركة واستحداث وظائف مباشرة وغير مباشرة لها في العام 2021م بإجمالي 77.700 وظيفة.
كما ذكر التقرير بأن أداء محفظة الاستثمارات العامة توزعت بين الاستثمارات المحلية بنسبة 71% والاستثمارات العالمية بنسبة 29% تنوعت في الأسواق العامة بنسبة 45% والأوراق المالية قصيرة الأجل والدخل الثابت بنسبة 20% والاستثمارات البديلة بنسبة 35%.
*القطاعات الاستثمارية للصندوق
اعتمد الصندوق 8 ركائز استراتيجية كمنهجية عمل للاستثمار في 13 قطاعا، على امتداد جغرافي واسع، والإسهام في تمكينه للانتقال من الوضع الحالي إلى تحقيق طموحات عام 2025م والتطلعات المباشرة لرؤية 2030م، وقد أظهر التقرير السنوي للصندوق لعام 2021، بأن قطاع “الاتصالات والإعلام والتقنية” تصدر قائمة الاستثمار بنسبة 25.6 %، يليه “القطاع العقاري” بنسبة 23.5 %، ثم قطاع “الخدمات المالية” بنسبة 23 % وتوزعت بقية النسب بين قطاعات المرافق الخدمية والطاقة المتجددة وقطاع المعادن والتعدين وقطاع الأغذية الزراعية وقطاع الترفيه والسياحة وقطاع النقل والخدمات وقطاع البناء والتشييد وقطاع الصحة وقطاع السلع الاستهلاكية وقطاع الطيران والدفاع وقطاع المركبات.
*أبرز المستهدفات والأثر المتوقع بنهاية العام 2025م
لم يعد خافيا على أحد حجم النمو والتطور الملحوظ لصندوق الاستثمارات العامة الذي أصبح محركاً رئيساً في تحقيق رؤية المملكة 2030، ومحفزاً لتنويع موارد الاقتصاد المحلي بعيداً عن النفط فملامح إستراتيجية الصندوق والمستهدفات المستقبلية حتى عام 2025 بدت واضحة.
وقد ذكر التقرير السنوي لصندوق الاستثمارات لعام 2021م بأن حجم الأصول تحت الإدارة يبلغ 4 تريليون ريال سعودي بخط أساس لعام 2020م (1.5) تريليون ريال سعودي بواقع سنوي 150 مليار سعودي على الاستثمارات المحلية الجديدة، حصة أصول الصندوق للقطاعات الجديدة فيها تبلغ 21% بخط اساس (15%) في عام 2020م كما بلغت حصة الأصول على القطاعات الاستثمارات العالمية 24% بخط أساس (30%) في عام 2020م.
وأوضح التقرير بأن الأثر المتوقع بنهاية 2025م زيادة المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بشكل تراكمي 1.2تريليون ريال سعودي وزيادة عدد الوظائف إلى 1.8 مليون وظيفة وزيادة مساهمة بنسبة 60% في المحتوى المحلي بما في ذلك صندوق. الاستثمارات العامة والشركات التابعة لها، بالإضافة إلى ارتفاع الاستثمارات غير الحكومية بشكل تراكمي إلى 1.2 تريليون ريال سعودي تشمل الاستثمار المحلي والأجنبي المباشر.
*الدينمو والعقل المحرك
لم نكن نسمع من قبل عن هذه الأرقام، بل تجاوزت هذه الأعداد الواقع، و للإنصاف فإن رؤية وقيادة سمو ولي العهد ونظرته المستقبلية جعلتنا نعيش واقعا مختلفا، فعندما كشف سمو الأمير محمد بن سلمان عن رؤية 2030، دعا إلى تحول اقتصادي ولاقت رؤيته تأييداً واسعا من مستشاري الإدارة و المصرفيين الاستثماريين، الذين أصبحوا مستشارين رئيسيين وقد برز أحدهم فاختاره سموه محافظا للصندوق انه الاقتصادي والمصرفي ياسر عثمان الرميان.
لن أخفي اعجابي بهذا الرجل فقد بدأ الرميان قيادة طموحات الرؤية في العام 2016م محققا صفقات ناجحة وكان اهل للثقة حيث استطاع في فترة وجيزة تحويل صندوق الاستثمارات العامة إلى الجهة الاستثمارية الأكثر تأثيرا على مستوى العالم فكيف لا وهو الرجل الذي يحمل سجلا مشرفا و تاريخا ناصعا من الإنجازات.
أخيرا
لا تندهشوا للتحول المذهل الذي تشهده المملكة فلم يعد غريبا على السعودية حجز موقعها بين الكبار طالما ونحن نمتلك كفاءات شابة تدفع بعجلة التحول الاقتصادي إلى الأمام.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال