الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كثير من المحللين أصحاب الاختصاص المالي لا يزال ينظر لمسألة استضافة كأس العالم باعتبارها كلفة مادية، تعود على الدول المستضيفة بديون تمتد لسنوات طويلة، ويستشهدون في ذلك بأمثلة من الواقع مثل دولة جنوب أفريقيا التي استضافت كأس العالم في عام 2010 و لا تزال غارقة في الديون. مثل هؤلاء الخبراء يعتقدون بأن قياس أثر كل فرصة يجب أن يرافقه تحليل للفرص البديلة، وهو الأمر الغير متحقق في مثل هذه الحالة. ومن يدعم وجهة النظر هذه يؤمن بأن الجمهور سيستمر في الإنفاق على شتى مناشط الحياة حتى في ظل عدم استضافة كأس العالم، ولن يتغير نمط الإنفاق إلى المناشط الكروية فقط.
أما بالنسبة للأرباح المتحققة من عوائد التذاكر، فإن الجزء الأكبر من الأرباح في بطولات كأس العالم مستمد من مبيعات التذاكر وكذلك بيع حقوق البث التلفزيوني للحدث. هذه الأرباح تخص الفيفا وحده، كما أن كثير من الأنشطة البيعية في شوارع تلك المدن المضيفة يتم تقنينها حتى لا تتعارض مع من يملك حقوق الرعاية. تذكر بعض الحالات في هذا الصدد ما حصل في البرازيل عندما طلب مسؤولو FIFA من حكومة البرازيل منع صغار البائعين المحليين من بيع البضائع للأشخاص القادمين إلى الملاعب. تسعى فيفا من خلال هذا التوجه أن تكون العملية منظمة فتنال سلع الرعاة داخل الملاعب وحولها القدر الكافي من الاهتمام.
وإذا ما أردنا التحدث عن جانب البنية التحتية التي يتم الاستثمار فيها لسنوات طويلة حتى تكون على درجة عالية من الكفاءة حتي ينجح هذا الحدث، فهؤلاء المحللون أيضا لديهم حجة قائمة على أمثلة مثل اليونان التي استثمرت كثير من الأموال لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية لكنها لم تستخدم فيما بعد، وهو ما يعني أن فكرة الاستضافة لا يجب أن تكون هي الأساس ولكن خطة التنمية المتكاملة للمكان بحيث يستمر الازدهار حتى بعد انتهاء الحدث لسنوات طويلة هي الأهم .
وحتى لو نظرنا للمسألة من جانب السياحة فهي أيضا مؤقتة، وإذا لم تكن مصاحبة لخطة متكاملة للجذب والاستقطاب فلن يكون لها الأثر المنشود. وهنا يكمن سؤال آخر عندما نتحدث حول مسألة التنمية وما تراه هذه الفئة من المحللين من مشاريع بديلة يمكن أن تقوم في حال عدم استضافة تلك الدول لهذا الحدث.
ومع كل تلك الحجج، وتقديرنا لوجهة النظر لكننا في المقابل يجب أن ننظر للمسألة دوما بشكل شمولي، ولا نغفل جانب السمعة المتحققة عن هذه الاستضافة التي يصعب قياس آثارها الإيجابية بشكل مجمل، لكنها في نهاية المطاف تضعك في مصاف الأولوية بين الدول حتى وإن لم تشعر بالعلاقة المباشرة لهذا الأمر. وبالنسبة لنا كأصحاب اهتمام بهوية المكان فإننا نقول بأننا نقدر كل وجهة نظر ونحترمها، ومع ذلك لا نغفل أهمية خطة التنمية المصاحبة لتعظيم أثر الاستفادة من هذه الأحداث والفعاليات الرياضية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال