الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
انطلقت في الرياض النسخة السادسة من مبادرة مستقبل الاستثمار تحت شعار “الاستثمار في الانسانية، تمكين نظام عالمي جديد” خلال الفترة 25-27 أكتوبر 2022، حيث شارك صندوق الاستثمارات العامة كشريك مؤسس للمبادرة.
ونسخة المبادرة هذا العام هي نسخة مميزة بمشاركة أنجح و ألمع العقول المتميزة فكريا وعمليا من خلال 6000 مشارك و500 متحدث ضمت مجموعة من الحائزين على “جائزة نوبل” ومئات من الرؤساء التنفيذيين وقادة القطاع المالي والاستثمار، وشملت على 180 جلسة، و30 ورشة عمل، و4 قمم مصغرة.
وأهمية تلك المبادرة تكمن في كونها محرك للتعاون العالمي بهدف الاستثمار في الإنسانية في ظل النظام العالمي الجديد. وهي مبادرة تناولت محاور استراتيجية عديدة هامة، ومنها الاستثمار والتكنولوجيا ومدى قدرتهما على تحسين حياة المجتمع البشري بطرق جديدة وتقنيات متقدمة دخلت كافة المجالات الحياتية، وتناولت المبادرة كذلك مناقشة اهم التحديات التي تواجهها الانسانية حول العالم، ومنها البطالة والتضخم والتغير المناخي وازمة الطعام والنفط وغيرها من التحديات الدولية، وايضا تناولت المبادرة تعزيز فرص العمل الجماعي والاستثمارات للحد من تلك التحديات وعلاجها. وكذلك محاولة إيجاد حلول مستدامة لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان العالم.
ولذلك، فأن هذا المؤتمر الدوري أصبح يشكل إحدى أهم الفعاليات الاقتصادية العالمية السنوية التي يتطلع إليها مسؤولو الاستثمار والتجارة في القطاعين العام والخاص، حول العالم، حيث يلتقي صناع ومتخذي القرار بالخبراء وأصحاب المشاريع والفرص الاستثمارية ذات النوعية والحجم، المتميز والمنشود.
وخلال المؤتمر، ذكر معالي محافظ صندوق الاستثمارات العامة أن التعامل مع التحديات العالمية مثل التغير المناخي، وغيره من التحديات العالمية، يتم من خلال نهج البيانات، كما أن هناك نحو 1.1 مليار شخص تمكنوا من الخروج من الفقر بين عامي 1990 و 2015، وذلك لان التقدم التكنولوجي في الصحة والطب، كمثال، أسهم في تحقيق رعاية صحية متطورة، كذلك تحقق توفير في الغذاء على نطاق واسع بفضل الابتكارات في الزراعة المستدامة, وايضا هناك تمكين ودعم كبير للإبداع والابتكار التكنولوجي.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن التكنولوجيا اصبحت، أكثر من أي وقت مضى، قادرة على دفع البشرية إلى عصر التحول المستقبلي التالي، في مجالات التحول الرقمي ونقل التقنية والخبرات بكفاءة والاستفادة القصوى من البيانات وتحليلها، وكذلك هناك أهمية كبيرة لتحديث البنى التحتية التقنية باستمرار في مجالات تكنولوجيا المعلومات والسياسات ذات الصلة ، خاصة مع قرب دخول العالم للمرحلة التالية من التقنيات، وهي الثورة الصناعية الخامسة.
ومن أبرز المبادرات التي تم الاعلان عنها في هذا الصدد ويعكس تميز المنتدى نحو التحول الرقمي، هو إعلان سمو ولي العهد عن استثمارات سعودية جديدة بقيمة 24 مليار دولار من خلال قيام صندوق الاستثمارات العامة بتأسيس 5 شركات استثمارية إقليمية في 5 دول خليجية وعربية، وتلك الاستثمارات الضخمة تشمل الاستثمار في مجال التكنولوجيا والاتصالات والتقنية، من ضمن العديد من القطاعات الاستراتيجية الاخرى.
وتم الإعلان خلال المؤتمر كذلك عن إطلاق “جائزة ألقورتمي Algoritmi” بهدف إنشاء جائزة العلوم والتكنولوجيا السنوية للاحتفاء بالذكاء الاصطناعي (AI) وأبحاث الروبوتات التي لديها القدرة على إنتاج حلول واقعية لمواجهة التحديات العالمية، مثل الأمن الغذائي والمائي والرعاية الصحية والطاقة وتغير المناخ، مما سينتج عنه تحسين مستوى معيشة الإنسان وسلامته وأمنه.
وكذلك أعلنت مجموعة STC عن ضح استثمار بـ 300 مليون دولار إضافية في صندوق رأس المال الجريء STV المتخصص في الاستثمار في الشركات التقنية، لتعزيز نمو الاقتصاد الرقمي في المملكة والمنطقة، ودعم الشركات التقنية الناشئة.
كما أعلنت أرامكو السعودية عن إنشاء صندوق للاستدامة بقيمة 1.5 مليار دولار للاستثمار في التقنية التي يمكن أن تدعم تحولاً مستداماً للطاقة. ويُعد هذا الصندوق أحد أكبر صناديق رأس المال الجريء على مستوى العالم.
وايضا تم الإعلان عن استثمارات سعودية جديدة بقيمة 24 مليار دولار في 5 دول خليجية وعربية، ومنها استثمارات ضخمة في مجال التكنولوجيا.
وناقشت جلسات المنتدى التحديات التي يطرحها النظام العالمي الجديد، بالاضافة إلى الفرص التي تنشأ عنه، مثل إنشاء نظام اقتصادي يحسن نوعية الحياة للمواطنين حول العالم. وكان هناك شعارات لقمم المنتدى، منها شعار “صراع الأجيال” للقمة الاولى، وكذلك شعار “اقتصاد الطاقة الجديد” للقمة الثانية، ومناقشة صعود الكريبتو ومستقبل أفريقيا للقمتين الثالثة والرابعة، خلال أيام المؤتمر.
وكما تم التصريح به خلال المنتدى، فإن الطريق باتجاه النظام العالمي الجديد هو طريق مليء بالتحديات غير المسبوقة، ولذلك فإن النسخة الحالية من مبادرة مستقبل الاستثمار تعمل على الاستثمار في الإنسانية، وهي دعوة للعمل الدولي المشترك في الوقت الذي يواجه فيه العالم تحديات التضخم وأزمة الطاقة العالمية والتغير المناخي وبطء حركة سلاسل الامداد العالمي ونقص الغذاء والطاقة، وكذلك الصراعات الجيوسياسية.
ومن هنا تأتي أهمية كبيرة للمستثمرين، في وجود فرص وميزات استثمارية وتسهيلات لنقل وتوطين التقنيات والتكنولوجيا والصناعات المتقدمة، ودعم المحتوى المحلى، وتعزيز الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وصناعة الروبوتات والدرونز، وكذلك الاستثمار في الاقتصاد الأخضر، وتعزيز تنويع الاقتصاد، والدفع نحو توطين تكنولوجيا الهيدروجين الأزرق والأخضر، وذلك جميعه حماية للحياة من مهددات الظروف والاضطرابات الجيوسياسية والاقتصادية والمناخية الحالية.
وفي المملكة، ومع وجود الحوافز الاستثمارية الداعمة لتلك التوجهات وانتقال العديد من المكاتب الإقليمية للشركات العالمية العملاقة إلى مدينة الرياض، زادت المشاريع الأجنبية بالمملكة بنسبة 350 في المائة في عام 2021 عنها في عام 2020، وذلك اعتمادا على الفرص التي أوجدتها المشاريع الحكومية الاستثنائية و العملاقة بالمملكة، وكذلك خطة الإنفاق الحكومي وشبه الحكومي والخاص التي أعلن عنها ولي العهد للعشر سنوات القادمة، والتي تحرص وزارة الاستثمار من خلالها على تسويق تلك الفرص على مستوى العالم، لجلب الفرص والخبرات المتميزة للاستثمار داخل المملكة، وكذلك دعماً لخطة نقل وتوطين التقنية والمعرفة داخل المملكة، تماشياً مع رؤية 2030.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال