الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يُظلمُ كثير من منسوبي التواصل الداخلي عند تأطير دورهم في إقامة هذا الحفل أو ذاك، أو هذه الورشة وتلك، بل ويتلقون أقسى عبارات النقد عندما يُعلّق التجمّع الداخلي على نوعية الـ (هدايا) أو خدمات الضيافة وتدني مستوى الـ “منيو”! وأكثرهم قسوة في تعليقه، على سبيل المثال، هو ذلك الذي يتعمّد الإساءة إلى شابة سعودية في مقتبل العُمر تعمل إخصائية للتواصل الداخلي، وتكون الإساءة بصوت مسموع أمام الحشود، ولا يقيم اعتبارا لنضالها وتنظيمها للقاء كبير ابتدأت جهودها فيه من وضع برنامج وخطة واضحة وصولا إلى برنامج متكامل، بعد الانتهاء من قوائم المتطلبات ومتابعة المورّدين وتوجيه الدعوات والرد على الاستفسارات ومعالجة الاتصالات إلى حفاوة الاستقبال والتوديع، ليتمادى أحدهم ويكيل اللوم على رُخص مكونات الإفطار (مثلا)، رغم أن إفطاره اليومي لا يتعدى صامولي شكشوكة من بوفيه الحارة!
ويبقى السؤال الذي يؤرّق أبناء حرفة التواصل الداخلي قائماً ويقول: كيف نُعرّف زملاءنا وزميلاتنا على دورنا الاستراتيجي الذي يتجاوز مفهوم (الحفلة) والـ (كوفي-بريك)؟ وإلى متى نبقى محطَّ رضى في أحيان ولوم ونقد لاذع في أحيان أخرى؟ فالتواصل الداخلي ذراعٌ مؤثر وفاعل في تعزيز تواصل مجتمع موظفي هذه المؤسسة أو تلك شرط أن يكون لدى هؤلاء ما يقولونه لأنفسهم وما ينقلونه للعشرات من زملائهم وزميلاتهم في نفس المؤسسة، فمختص التواصل الداخلي لا يعرف كل ما يدور داخل أروقة المؤسسة، ولا يأتيه الإلهام بعد الفجر، كما لا يملك عصىً سحرية لجمع المعلومات التي تثري المجتمعات الداخلية عند نقلها، وتعزز فخرهم بالانتماء لهذا الكيان أو ذاك.
ومن سيقنع نُقاد الحفلات المختصين في تحديد مستوى جودة الدونات وطعم القهوة ودرجة حرارة الپاستا ونوعيّة الأقلام والأكواب الموزعة كهدايا، أن هذا المطروح على مائدة الطعام وفي “بوكس” الهدايا هو نتاج عمل مؤسسي مرتبط بفريق مُشتريات وفريق عقود وفريق معني بالأمور المالية.. وقائمة طويلة من الإدارات الشريكة التي يكون لها اليد الطولى -حسب الأنظمة واللوائح طبعا- في الموافقة النهائية على أفضل أو أسوأ مورّد! وكيف ستفسّر لهذا الناقد أيضا أن المناسبات تندرج تحت فئات، وأن الورش لا تقتضي بالضرورة إحضار عازف عود رومانسي، وموسيقار كمنجة حالم، وساحر يعزف على آلة القانون، ومجموعة من بهلوانات سيرك “دو سوليه” لممارسة الشقلبة بين الجلسات.
ولكي يعي الناس دور فريق التواصل الداخلي فإن المطلوب هو تعريفهم بالتنوع في أدوار محترفي هذه الفنون الاتصالية حسب طبيعة عمل المؤسسة، ويتراوح بين الإنتاج والتوصيل الكفء للرسائل الهادفة والإيجابية والحملات المدروسة بما يحقق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة ويعكس تطلعات قيادتها العليا، ويمتد إلى تعزيز فرص الحوار البنّاء وتطوير مهارات التواصل بين أبناء المؤسسة الواحدة.
ومع يقين محترفي التواصل الداخلي ووعيهم الكبير بأهمية ما يندرج تحت مفهوم (الحفلة) كاحتفاليات اليوم الوطني، ويوم التأسيس، وحفلات المعايدة، واللقاءات المفتوحة المتعددة، إلا أن دورهم المستدام مرتبط بشكل كبير بتعزيز الفخر بالانتماء ومحاولة الوصول به إلى الولاء، وهذا مقترن بأدوار كافة الإدارات ولا يختص بفريق التواصل الداخلي لوحده. وهنا يأتي دور المؤسسة وقادتها الكبار عبر دعم فريق التواصل الداخلي لاستمرار مشوارهم الحيوي والاستراتيجي في قياس مؤشرات الرضا الوظيفي والاقتراب من المجتمع الداخلي عبر الإنصات جيدًا لهمومهم وتطلعاتهم في بيئة العمل قبل ترك الفرصة للأفراد للانغماس في النقد (المايكرو) وسلبياته المعلومة للجميع.
للحديث بقية، ألقاكم قريبا على خير
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال