الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مع مطالعتك لرؤية ميثاق الملك سلمان العمراني، تستطيع أن تستشف الاهتمام بالتميز العمراني الذي يرمي إلى تحسين جودة الحياة لكافة أفراد المجتمع. يتحقق ذلك من خلال خلق بيئات عمرانية تستند على الموروث الثقافي والبيئي، وتحاكي التطورات المستقبلية. هذه الرؤية التي نعرف جميعا أنها تختصر كثير من الأفكار والجهود التي استمرت لسنوات طويلة في البناء، وتبلورها بأسلوب بسيط جدا يستطيع القاصي والداني أن يلاحظه في كثير من معالم مدينة الرياض التي كانت الأساس والمنطلق لهذا النهج.
أحد المعالم الرمزية لهذا النهج العمراني كان مطار الملك خالد رحمه الله، والذي كان يتفرد بتصميم عمراني يبهر الزائر من الوهلة الأولى حين يلحظ الربط بين الأصالة وبين أحدث تصاميم البناء في ذات الوقت، فيعكس نموذج إبداعي ينقل انطباعات من نوع خاص عن المكان للسائح والزائر على حد سواء. قبل أيام سمعنا عن انتهاء العمل من أعمل التجديد للصالة رقم ثلاثة في المطار، وتابعنا صورا لتلك الصالة فبدأ البعض يتساءل عن الهوية البصرية العمرانية التي كانت محددا أساسيا لهذا المعلم. منذ افتتاح الصالة رقم خمسة بالمطار والتي تم التركيز فيها على المسار الداخلي بدأت تتداول على الساحة بعض الانطباعات عن بعد التصميم عن ذات النسق العمراني الذي أنشئ عليه المعلم قبل سنوات طويلة. ما نعرفه وتشير إليه قيم ميثاق العمارة السلمانية هو أنها ترسم مرجعية للتميز المعماري ومعانيه العميقة فتتجسد من خلاله جوهر فلسفة التصميم التي انعكست على مشاريع متعددة. يستهدف الميثاق التعريف برؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في المجال العمراني. ولم تتوقف قيم الميثاق الست عند الصورة البصرية التي تلتقطها العين البشرية بمجرد النظر فتربط التصميم بهذه العمارة. حين نتحدث عن الابتكار على سبيل المثال فنحن نهتم بالآفاق الجديدة التي تنتج عن التعاون مع الشركاء الذين يحملون منظور مختلف. هذه النقطة تعني أن التجديد مطلب مشروع لكن بطبيعة الحال يجب أن يراعي هذا الابتكار أصالة المكان والتميز الذي يتفرد به فيعبر عنه. الاستمرارية هي أحد تلك القيم أيضا والمقصود بها هنا النماء والتطور مع فهم نسيج المجتمع. ومن هذه القيم يأتي الرد من قبل الطرف الآخر التي ترى أهمية التركيز على الجانب البصري في التصاميم. نحن اليوم أمام وجهتي نظر إحداها ترى في الارتباط البصري أسلوب بسيط للتعبير يسهل ترجمته من قبل الجميع، ويساهم في فهم هوية المكان. وجهة النظر الأخرى تؤمن أن هذا النسيج العمراني لا يجب أن نحصره فقط فيما تلتقطه أبصارنا فقط فهو معنى أكثر أهمية وشمولية. وما نطمح إليه نحن في نهاية المطاف كمتابعين للحراك القائم على الساحة العمرانية هو الحفاظ على هذا الإرث الممتد لسنوات طويلة، ونستمر في استلهام معالم المستقبل منه بشكل مستمر مع وضع قيم الميثاق نصب أعيننا في كل خطوات التطوير والتجديد.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال