الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تمثل الصناعة أحد أبرز أعمدة الاقتصاد المستدام للدول ولذلك تجدها دائماً ما تبحث عن خلق هوية متفردة لها تميزها ومنشأتها عن البقية لتساعدها في دعم اقتصادها وتسويق منتجاتها المحلية للمستهلك العالمي. ولو وجهة سؤالاً للمختصين أو غيرهم عن الدافع الأكبر لدعم اقتصاديات الدول وتعزيز ربحية الشركات سيكون الابتكار الصناعي بلا شك في صدارة قائمة الإجابات، حيث يرى 82% من مديري الشركات اليابانية أن مصدر الدخل المستقبلي سيكون من خلال منتجات مطورة أو مبتكرة.
يعتقد الكثير أن الابتكار عبارة عن استحداث منتج أو تقنية ثورية جديدة فقط وهذا فيه تحجيم للابتكار بمفهومة الشامل. يقسم جيمس هيجنز في كتابة (الابتكار أو الاندثار) الابتكار الى أربعة أنواع (إنتاجي، أداء العمليات، تسويقي، إداري) ولكل نوع منها آلياته وطرق قياسه.
لكن لماذا تتفوق دول وشركات في مجال الابتكار وتتأخر أخرى؟ قد تكون الإجابة أن الابتكار عبارة عن استراتيجية وليس موظف متفوق أو بيئة عمل رائعة فقط! ولذلك غالباً ما تجد أن الشركات ذات المستوى الابتكاري المتدني تنتهج استراتيجية واحدة ولا تفرق بين استراتيجية المنشأة واستراتيجية الأداء واستراتيجية السوق بالرغم من أهميتها واختلاف آلياتها.
و بقراءة بسيطة وسريعة لاستراتيجيات الابتكار الصناعي العالمية نجد أن استراتيجية اليابان الابتكارية مثلاً انتهجت سياسة التحسين المستمر للعمليات والمنتجات، فقد آمن اليابانيون بأن التركيز على تحسين عمليات التصنيع سيشكل قوة حقيقية للسوق الياباني حيث أن العمليات التحسينية تنطوي دائما على مخرجات إنتاجية ذات جودة أفضل خلال مدة زمنية قصيرة.
أما الأوروبيين فتتركز استراتيجيتهم على إعادة احياء المنتجات القديمة مع المحافظة على الخطوط الرئيسية للمنتج والتي تبدو بشكل أوضح في شركات التصنيع الأوروبية حيث تتميز بثبات الخطوط الرئيسية مع تحسينات في المميزات الأخرى وهو ما يعطي هذه المنتجات القيمة والعراقة في مقابل المنتجات الأخرى ومن ذلك سيارات فولكس فاجن, ساعات رولكس وحتى دور الأزياء والموضة الأوروبية.
وعلى الطرف الأخر يميل الأمريكان الى اتخاذ منهجية الابتكار التسويقي لمنتجاتهم فالعديد من المنتجات لم تكن لتنجح أو تنتشر خارجياً لو أُسست في بلد غير الولايات المتحدة الأمريكية وذلك لتميز الأمريكان في هذا النوع وهذه المنهجية ساهمت بشكل كبير في استقطاب المتميزين من انحاء العالم مما ساعد بشكل أو بأخر في توسع قاعدة الابتكار الإنتاجي.
ما أريد الوصول إليه أننا ومع التطور السريع لأداء المنظومة الصناعية ولله الحمد نحتاج أن يتزامن ذلك مع تشكل الهوية الابتكارية للمنتجات السعودية ومثلما اختار الآخرون طريقهم للتميز والابتكار الصناعي نحن قادرون أن نصنع لنا طريقا يتناسب مع معطيات المرحلة الحالية والمستقبلية.
في رعاية الله…
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال