الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
نشرت الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء الأمريكية “ناسا” في عام 2000 معلومات حول نظرية المناخ، وكشفت – بعد عدة عقود من المراقبة والمتابعة العلمية وقتها – بأن التغيير الحاصل في المناخ لا علاقة له بالنشاط البشري، وإنما موقع الأرض بالنسبة للشمس هو المؤثر الأكبر، مما يؤكد صحة نظرية قانون “تشميس الأرض” لعالم الرياضيات والفلك الصربي الشهير “ميلانكوفيتش Milankovitch“.
نظرية “ميلانكوفيتش” وبالقياس المتتابع تثبت أن مناخ الأرض يتغير دائما على المدى الطويل، وهو في حالة تدفق ثابتة للخصائص المناخية، حتى أكدت دراسة نشرت في مجلة العلوم (Science) عام 1976 – الأشهر أكاديميا – أنها دقيقة وتتوافق مع محصلات تغير المناخ التي حدثت عبر التاريخ، وفي عام 1982 – أي بعد ست سنوات من نشر الدراسة – اعتمد المجلس الوطني للأكاديمية الوطنية للعلوم الأمريكية (NAS) نظرية “ميلانكوفيتش” كحقيقة (قانون الاختلافات المدارية كآلية الفحص الأكثر دقة للتغيير المناخي).
بذلك، أكد العلم المجرد بأن الشمس هو العامل المؤثر الأكبر على أنماط المناخ على الأرض وليس البشر، مما يشكك في نظرية الاحتباس الحراري القائمة على فكرة الغازات الدفيئة القديمة جدا، والتي قدمت قبل حوالي 200 عام على يد العالم الفرنسي “جان فورييه” عام 1824، وأكمل مسيرته – في شكلها الكمي – العالم السويدي “سفانت أرينيوس” عام 1896.
بالرغم من أن اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التابعة لهيئة الأمم المتحدة تقر بنظرية “ميلانكوفيتش”، ظلت تكرر بأن موضوع المناخ معقد وأن هناك خلط بين مفاهيم الطقس والمناخ، فعايشت مجتمعات العالم موقفا محيرا من مسألة تغير المناخ بسبب التيه المعرفي، ومع قوة تأثير الترديد التراكمي الإعلامي الممنهج استجابت لما يملى عليها من قبل مناخيي اليوم اليساريين الذين همهم هو محاربة النفط والغاز بشراسة، ورفض مبدأ تكاملية مصادر الطاقة المتنوعة في تأمين الطاقة العالمية، ودفع الدول للاعتماد على مصادر طاقة نظيفة مازالت تحاول إثبات موثوقيتها.
لم تنته القصة هنا، فالمهمة المقبلة لسدنة معبد المناخ المقدسة هي إدخال العالم مرحلة السيطرة الشمولية في أقرب فرصة، وذلك بفرض ضوابط سياسية واقتصادية على مجتمعات العالم ومالكي النفط والغاز، إلا أن هذا الحراك – غالبا – لن تظهر بوادره في قمة مؤتمر المناخ (COP27) التي ستنعقد في شرم الشيخ بعد أيام، تحسبا لاحتمالية انشغالها أكثر بقضايا عام 2022 الجيوسياسية ومطالبات الدعم المالية، وفي ظل غياب عدد من قادة الدول المتوجسين من حرج عودة بلادهم لاستخدام الفحم بشراهة، أو الخوف من مواجهة مقاومة إفريقية علنية بسبب عدم مراعاة أمن طاقتها لصالح إجبارها القسري لاستخدام مصادر طاقة نظيفة.
لكن، لن يتراجع اليسار المتطرف عن توجهه وإن أرجأ الموعد إلى قمة (COP28) المجدول انعقادها في أبوظبي العام المقبل، إلا إذا كانت شرم الشيخ هي نقطة التعثر بالتساؤلات الجادة حول مدى سلامة ملف تغير المناخ في شكله الحالي، خاصة أن هناك أصواتا تتعالى مطالبة بإعادة النظر فيه بعد أزمة الطاقة في أوروبا، وأن التأثير البشري مرتبط بالبيئة وليس بالمناخ الذي لا دور له فيه حسب تأكيدات “ناسا” المغيبة والمؤكدة لنظرية “تشميس الأرض”، وبعد بداية تنبه العديد من مجتمعات العالم للنظرية الواقعية السعودية (مبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر) التي تعتبر وتدرك الحقائق العلمية من جهة، ومن جهة أخرى تؤمن بمعالجة تأثير الغازات على التوازن البيئي من خلال تطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال