الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
هذه الأيام حديث وسائل الإعلام، والتواصل الاجتماعي حول العالم والمستثمرون في العملات الرقمية هو عن الهروب الكبير للرؤساء التنفيذيين لـ FTX (منصة للعملات المشفرة في جزر الباهاما) وخاصة سام بانكمان Sam Bankman المؤسس وأيضا الرئيس التنفيذي لشركة الاميدا ريسيرش Alameda Research. كارولين اليسون، وجميعهم يحاولون الهرب إلى أماكن آمنة في العالم والتي لا يوجد لدى تلك الدول أي اتفاقيات مع الولايات المتحدة الأمريكية.
منصة FTX تحولت من شركة عملات مشفرة قيادية في البورصة إلى الإفلاس وحافة النهاية وهذا الوضع، والحدث المخيف والسريع الحركة يؤثر على سمعة المنصات والعملات المشفرة الأخرى في السوق والتغيرات التي من الممكن أن تحدث في المستقبل القريب لأي منصة وعملة مشفرة بالعالم. المتابع لمنصة FTX يعلم أنَّ الشركة بدأت عام 2019 واستطاعت أن تتقدم في عالم العملات المشفرة خلال فترة الوباء كورونا وخلال عامين فقط استطاعت أن تحقق قيمة وقدرها 1.2 مليار دولار وخلال هذه السنة 2022 بلغت قيمتها 23 مليار دولار ولا ننسى عقود الرعاية مع عدة جهات سواء فردية لرياضيين مشهورين أو اعتبارية مثل ملعب كرة السلة ميامي هيت في الدوري الأمريكي للمحترفين وفريق سباق مرسيدس للفورمولا والصفقات والاستحواذ لما يقارب من 15 شركة في قطاع التشفير.
السؤال هنا هل عالم التشفير، والعملات الرقمية آمن للاستثمار وخاصة لمن يملك ادخار جمعه من عرق جبينه خلال سنوات عمله؟
التحذيرات بخصوص العملات الرقمية والتعامل معها مستمرة من قبل كثير من البنوك المركزية وخاصة البنك المركزي السعودي والذي مستمر بتحذير ورفع الوعي لدى المواطن السعودي وأخذ الحذر من التعامل مع العملات الرقمية الغير رسمية على الأقل من وجهة نظر البنك المركزي.
مؤسس بينانس Binance تشانق بينق أعلن خلال موقعه الرسمي في تويتر أن FTX غير واضحة ويقدمون ادعاءات باطلة وبالمقابل باعت بينانس حصتها والتي كانت تبلغ 529 مليون دولار وأيضا قاموا المستثمرون بالهرب ومحاولة بيع حصصهم وبالمقابل انهار سعر FTX بأكثر من 30%. حاولت بينانس الشراء والاستحواذ على FTX وهو محاولة انقاذ FTX وجعل السوق أكثر استقرار لكن لا ننسى أنَّ قبل أي استحواذ أو الشراء بالكامل هو يعني الاطلاع على كل شيء وفتح الدفاتر كاملة مما يجعل لملاك بينانس القدرة على الاطلاع على الأشياء المخفية قبل الالتزام بالصفقة مما دفع ملاك بينانس الانسحاب من الصفقة مبكرًا ومن ضمن الأسباب التي جعلت بينانس تنسحب هو عدة أمور مثل الممارسات التجارية التي تقوم بها FTX وأيضا وجود التحقيقات الجارية من المنظمين الأمريكيين.
ساعدت فطنة وذكاء فريق عمل بينانس على اتخاذ القرار السليم من ناحية الاستحواذ حيث كانت FTX فخ من الصعب الخروج منه. هذا الانهيار والذي هز عالم العملات المشفرة، ماذا يعني بالنسبة للمستثمرين في هذا المجال بالخصوص؟
عالم العملات الرقمية هو أشبه ما يكون بالعالم الافتراضي الذي يساعد المستخدمين على التفاعل فيما بينهم واكتشاف الأشياء. أما العملات الرقمية لا يمكن أن نلمسها ونراها ونتعامل معها كما نتعامل مع النقود الورقية لكن هذه العملات الرقمية لعبت دورا مهمًا وأساسيًا خلال السنوات القليلة الماضية في التجارة وإدخال بعض المصارف، والشركات، والفنادق تعاملها بالعملات الرقمية وخاصة البيتكوين ولا ننسى أنَّ هناك أكثر من 7000 آلاف عملة رقمية يتم التعامل بها عبر شبكة الانترنت في مختلف دول العالم حيث يوجد الكثير من الشركات تمتلك عملاتها الرقمية الخاصة بها والتي تستخدمها في عمليات شراء المنتجات، والخدمات.
أخيرًا العملات المشفرة ليست آمنة على الأقل في الوقت الراهن ومخاطرها عالية جدًا وتذكرني في الفوركس. يوجد هناك عملات مشفرة كثيرة ثابتة حتى الآن ومنها البيتكوين وسولانا ولايتكوين والكاش بيتكوين والتشين لينك و بينانس كوين وغيرها لكن ليس من المضمون استمرار هذه العملات ولا يمكن استخدامها في واقعنا الحالي على أرض الواقع إلا إذا كانت هذه الأماكن التي نتعامل معها تتعامل بهذه العملات وطبعًا هذه العملات تستمد قوتها من خلال الثقة والقبول العام بين الجماهير وقانون العرض، والطلب هو الذي يتحكم بها.
وكما قال بيل جيتس عنها المؤسس لشركة مايكروسوفت Microsoft ، العملات المشفرة بأنها “تستند بنسبة مائة في المائة على نوع من نظرية الكذبة الكبرى”. تنص نظرية الكذبة الكبرى على أن السوق سيكون لديه دائمًا مستثمرون حمقى بما يكفي لصرف الأموال مقابل استثمار مبالغ فيه. وأيضا في مقابلة مع بلومبرج عام 2021، قال جيتس إن استثمار إيلون ماسك Elon Musk وتيسلا Tesla في عملة البيتكوين كان شيئًا واحدًا، لكن هذا لا يعني أن المستثمرين العاديين يجب أن يحذوا حذوها. قال جيتس: “أعتقد أن الناس قد تم شراؤهم في هذه الهوس، الذين قد لا يملكون نفس القدر من المال لتجنبه”. “لذلك أنا لست متفائلًا بشأن البيتكوين”
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال