الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
– الاقتصاد البرتقالي هو نموذج إنتاج، حيث تكون للسلع والخدمات قيمة فكرية لأنها نتاج أفكار وخبرات المبدعين (رأس المال الفكري) . وبمعنى آخر، يشير إلى جميع الأعمال المرتبطة بالإبداع ، بما في ذلك مجالات مثل : الفن والثقافة والتراث والعلوم الإنسانية والتكنولوجيا ، لهذا يسميه البعض ( الاقتصاد الإبداعي ) وتعد مخرجات الاقتصاد البرتقالي ذات استدامة وصديقة للبيئة وتعزز من الاستقرار الاقتصادي فضلاً عن تحقيق الشغف والريادة والتميز والرفاهية الاجتماعية .
– الاقتصاد البرتقالي The Orange Economy اطلقه عام 2002 الكولومبيان : فيليبى بويتراجو وإيفان دوكي ، مؤلفا كتاب ( الاقتصاد البرتقالي : فرصة لا حصر لها ) حيث يعني لفظ (برتقالي) كون اللون البرتقالي يُعد رمزاً للثقافة والإبداع والهوية عند المصريين القدماء ، كما ان اللون البرتقالي يرمز عند الغرب الى الترفيه والابتهاج والمرح .
– كما يشمل الاقتصاد البرتقالي جميع الأنشطة الاقتصادية التي ترتبط بالمواهب والابداع والتقنية الجديدة والثقافة ولاتصالات والروبوتات والبرمجة وإنشاء المحتوى لكل من الأفلام ، والتلفزيون ، والراديو ، ومحتويات الهاتف المحمول ، والإنتاج السمعي البصري المستقل ، ومحتويات الويب والتصاميم ، والألعاب الإلكترونية والذكاء الاصطناعي ، أجهزة الحاسوب والبرامج، الأمن السيبراني ، الميتافيرس وغيرها ، فنون الطهي حيث يمكن لفن الطهو تحويل مكان ما إلى وجهة سياحية أو أحد مكونات التصدير وتلعب التقنية دورا بارزا في نمو هذه الصناعة.
– وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ( اليونسكو ) ، يمثل الاقتصاد البرتقالي 3 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي كما يوفر اكثر من 30 مليون وظيفة في جميع أنحاء العالم.
– تشير المصادر أيضا الى ان اول الاهتمامات بالاقتصاد البرتقالي أتى بها البريطاني جون هوكينز عام 2001 من خلال الاهتمام بفكرته حول (الاقتصاد الإبداعي) كأحد اهم الاقتصادات الجديدة، والغير تقليدية، والتي لا تستند فيها القيمة إلى الموارد القائمة على عناصر الإنتاج (الأرض والعمل ورأس المال)، بل إلى الأنشطة الاقتصادية التي تقوم على استغلال المعارف والمعلومات لكنه لم يطلق حينها عليه لفظ برتقالي .
– وقد صنّف هوكينز 15 نشاطًا ضمن هذا المجال واشتملت تلك المجالات المتنوعة على الفنون لتمتد الى مجالات التكنولوجيا ، وقدّر حينها “هوكنز” حجم معاملات هذا الاقتصاد في مختلف أنحاء العالم بما يعادل 2.2 تريليون دولار
– في عام 2019، وفي أثناء انعقاد الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تم إعلان 2021 عاماً لـ (الاقتصاد الإبداعي) من أجل الوصول إلى التنمية المستدامة في العالم ، وفي هذا إعلان تم الاعتراف بأن (الاقتصاد الإبداعي) يأتي في مقدمة الحلول التي من المفترَض أن يلجأ إليها العالم لمواجهة التحديات والصعوبات.
– يقوم الاقتصاد البرتقالي على التفاعل بين الإبداع البشري والتكنولوجيا والمعرفة فهو الاقتصاد الذي يُبنى على توليد وتسويق الإبداع ليظهر في اتجاهات الاستثمار الثقافي والصناعات الثقافية والإبداعية .
– قسَّمت اليونسكو الاقتصاد الإبداعي إلى سبعة نطاقات ثقافية لتسهيل عرض وتصنيف البيانات، منها الدعاية والإعلان والفندقة والملبوسات والمنسوجات ودور العرض السينمائي، وهي أمور مرتبطة بالقطاع السياحي والترفيهي، وصولا تحسين جودة الحياة .
– كما تشمل انشطته أيضاً مجالات بناء المدن والمناطق الحضارية، حيث ان إنشاء بيئة حضرية تمكّن وتحفز المعرفة والابتكار والإبداع وبالتالي المساهمة في خلق التطور والازدهار الحضاري والتنموي .
– وفقاً لمعلومات تم رصدها عبر المواقع الالكترونية الرسمية تخطط المملكة لرفع مساهمة الاقتصاد الإبداعي في الناتج المحلي الإجمالي لقطاع الثقافة بمقدار 5 أضعاف، وتوفير مئات الآلاف من فرص العمل، وذلك من خلال دعم العديد من المبادرات والبرامج والمشروعات الثقافية والفنية التي تزيد على 27 مبادرة، وتهدف إلى الاحتفاء بالثقافة المحلية ودعمها وإبرازها، بما يضمن ترويجها ثقافياً وسياحياً ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه المملكة ازدهاراً فنياً وثقافياً كبيراً، أدى الى نمو الاقتصاد الإبداعي أو البرتقالي في المملكة، وعزز من دخل العاملين في هذه القطاعات.
– كما تشير التوقعات إلى أن الاقتصاد الإبداعي في المملكة سيساهم بنسبة 27% في فتح مجالات استثمارية لأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وخفض البطالة بنسبة 29%، وإنشاء قنوات استثمارية دولية جديدة بنسبة 35%، ما يؤدي إلى زيادة مستوى دخل الفرد بنسبة نحو 24%، ومن أبرز مبادرات الاقتصاد الإبداعي؛ مشروع مدينة القدية الترفيهية، وإنشاء أكبر متحف أثري حي بالعالم في العُلا.
– تنظر المملكة الى أنشطة الاقتصاد البرتقالي كأحد اهم الاتجاهات الجاذبة وتعمل وفق استراتيجيات مختلفة على تحول التحديات إلى فرص واعدة يمكن استثمارها وتوظيفها بكفاءة وفاعلية إضافة الى ذلك هناك فهم واضح المعالم لمسار الاقتصاد البرتقالي وتدعم في ذلك رواد الاعمال والمنشآت والصغيرة والمتوسطة فضلا عن المبادرات النوعية التي تنفذها الجهات ذات العلاقة .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال