3666 144 055
[email protected]
هناك تغيرات كثيرة ومتسارعة في القطاع البنكي وكانت وستكون لها تأثيرات بشكل مباشر وغير مباشر في المستقبل واخترت هذا القطاع ليكون ثاني مقالات السلسلة في تغيرات الأسواق التي حدثت ..
سنعود بخطوات للخلف قليلاً عندما كنا نقف في طوابير الإنتظار وهي تتحرك بخطوات متثاقلة لسداد فاتورة الكهرباء أو لسحب أموال بنموذج صرف أو نماذج الإيداع والتحويل وكان البحث عن الفروع التي لا يوجد فيها زحام ولو تباعدت المسافات للابتعاد عن ملل الانتظار .. وكان ذا حظ سعيد من يملك معرفةً في البنوك حتى يساعده في إنجاز مايريد متجاوزاً صفوف الطوابير .. لازلت أذكر جيداً زحمة الإكتتابات وتواجد رجال الأمن لتنظيم الحشود في تلك المرحلة ..
بعدها دخلنا عصر الصرافات الآلية وبدأت معها سلسلة طوابير السيارات وتزداد معها المعاناة ولكن تدعمها الخصوصية والجلوس في السيارة خصوصاً في أوقات الذروة في نهاية الشهر فالوصول للصرافة كان بمثابة الإنجاز ليتم سداد الفواتير وتحويل الالتزامات وسحب الكاش لصرفه على الاحتياجات الضرورية ولكنها كانت أرحم الف مرة من طوابير المصارف لأن الزحمة كانت موجودة أيضاً هناك للإيداعات ولبقية الخدمات المصرفية ..
وبعدها بدأ عصر التقنية حيث أصبح من السهل جداً أن تقوم بعمل جميع الخدمات وأنت متكئنا على اريكتك برفاهية لا حدود لها في الخدمات المصرفية .. وكذلك عند ذهابك للشراء لديك خياران للسداد بالبطاقة أو بالسداد الرقمي عن طريق هاتفك عن طريق نظام المدفوعات .. وأصبح لدينا اليوم أكثر من 80 شركة تعمل في التقنيات المالية بأنشطتها المتنوعة ..
وبالنظر في احصائيات فروع البنوك في أغلب الدول نجدها تتقلص بشكل متزايد سنوياً فمثلاً تقلصت فروع البنوك لدينا في السعودية 62 فرعاً في عام 2020 و69 فرعاً في عام 2021 مع العلم أن بنوك أجنبية دخلت السوق بعدد 28 فرع، هذا التقلص سيقلل من عدد الوظائف وكذلك تتقلص معها عدد الصرافات الآلية التي ربما لن نشاهدها في المستقبل الا بشكل محدود جداً، لذلك نجد أن البنوك التي واكبت هذه التقنيات أصبحت وجهه للعملاء وبنوك أخرى اتجهت للإندماجات حتى لا تفقد الكثير وكذلك رأينا صعود نجم شركات ناشئة صنعوا الريادة في أنظمة المدفوعات في التجارة الالكترونية أو مبيعات التجزئة وفي جميع الخدمات ..
ولنذهب الآن للمستقبل مع تقنية البلوكشين والتحول الرقمي كلياً .. بالطبع الكل سمع عن البتكوين والعملات الرقمية “المشفرة” والتي بالتأكيد لن تكون معنا في المستقبل لأنها لا مركزية فالدول لن تجعل ثرواتها تذهب في مهب الريح ولكن بالتأكيد أن العملات الرقمية المركزية ستكون هي المستقبل والتحول الرقمي الذي نشهده اليوم هو جزء من كل، لذلك الريادة في التقنيات الابداعية هي الثروة الحقيقية للباحثين عن فرص، رأينا شركات لم تكن موجودة في الأصل في القطاع المالي واليوم عنصر مهم لا يمكن الاستغناء عنه بأي حال من الأحوال .. وغداً مع تقنيات ابداعية أكثر تساعدك في الاستثمار والادخار والتحصيل والسداد وتربطك مع العالم مباشرة .. لذلك أي شركة تقدم خدمات أو حلول تقنية مالية سيكون لها شأن في المستقبل ..
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734