الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يُحكى أن محلًا لتقديم القهوة اشترى (روبوتًا) يعمل بالذكاء الاصطناعي، لتقديم الطلبات إلى الزبائن، بهدف تقليل الأيدي العاملة من البشر، وبالتالي ترشيد النفقات. أحد الزبائن نظر إلى (الروبوت) بدهشة بعد وصول طلبه، وقال الزبون: أنا طلبت (إسبريسو)، فلِم جئت لي بقهوة (كابيتشينو)؟! ففاجأه (الروبوت) بالرد: حسب برمجتي، لا فارق بين الإسبريسو والكابتشينو فكلها مشروبات ساخنة.
هذه الحكاية تُعبِّر جدًا عن حال شركات كثيرة تتحمس لتطبيق الذكاء الاصطناعي، لكنها تقفز مباشرة إلى مرحلة “الأتمتة” دون المرور بمراحل التطور الطبيعي والمنطقي – في رأيي – لتوظيف الذكاء الصناعي، وهذه الشركات تواجه –عادة- حالة “التخبط” نفسها التي واجهها هذا الروبوت.
في المقال السابق، حددت إطارًا لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ينبع من استراتيجية الشركة، وأعطيت مثالًا للأهداف العامة، وكيف يمكن أن نحدد أسلوب وإستراتيجية منسقة وناجحة لتقليل النفقات وتشارُك الخبرات في الشركات.
وفي هذا المقال أتحدث عن التطور الطبيعي والمنطقة لبناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي، فلكي نُقلل المخاطر ونصل إلى الفاعلية الكاملة في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، لابد أن نمر بثلاث مراحل متتالية ومتدرجة، كل مرحلة منها تعتمد على منتجات المرحلة السابقة.
هذه المراحل هي:
– التقييم: أي تقييم وفهم وضع الشركة الحالي، وفي قصتنا يتعرف الروبوت في هذه المرحلة الفرق بين المشروبات
– المساندة: وهي تطبيقات يمكنها مساعدة البشر في اتخاذ القرار، وهنا يساهم الروبوت في خدمة الزبائن و يصحح البشر قرارات الروبوت
– الأتمتة: هي المرحلة الأخيرة التي تكون واثقًا عندها من مُخرجات الآلة، بحيث يمكنك السماح لها بمعالجة المهام بأمان.
وكل مرحلة من هذه المراحل لها آلياتها الخاصة، من لوغاريتمات، وتقارير، وحساب المخاطرة، ومؤشرات تؤكد لك إمكانية الانتقال إلى المرحلة التالية.
جمعنا مبادرات من كل قسم من أقسام الشركة وربطناها باستراتيجية الشركة، ولدينا ثلاث مراحل يجب أن تمر بها لبناء نظام ذكاء اصطناعي على أسس عملية لتحقيق هذه المبادرات، وهي (التقييم، المساندة، الأتمتة)، ويمكنك من خلال هذه كله تطوير مؤشرات أداء لقياس التقدم في تفعيل وتوظيف الذكاء الاصطناعي في منشأتك.
لقد تابعتُ الخُطى العملاقة التي نتخذها بهدف التقدم في المؤشرات الدولية في جوانب مختلفة، وتابعتُ أيضًا قمة الذكاء الاصطناعي، وهو تجمع مؤثر جدًا في طريق صناعة مستقبل. وأعلمُ تمام العلم أننا نطمح في أن نكون دولة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، لكن لكي نكون دولة رائدة بالفعل، يجب أن نقدم مؤشرات قياس لتقدمنا ونجاحنا، بحيث يمكن مقارنة هذه المقاييس بنظيرتها عند الآخرين، مع معايير ثابتة تجعل هذا القياس ناجحًا لدى الجميع.
وحسب علمي، فإنه لا يوجد مقياس دولي لقياس توظيف الذكاء الاصطناعي في الحكومات والدول، لذلك دعونا نبدأ ونأخذ زمام المبادرة لتطوير مؤشرات الأداء الرئيسية الحكومية الخاصة بنا في تفعيل دور الذكاء الاصطناعي، وأن نقدم عروضًا تثير إعجاب العالم وتلفت أنظاره إلينا في قمة الذكاء الاصطناعي المقبلة.
ولكن، هل تعلم أن الذكاء الاصطناعي ليس حلًا لكل المشاكل؟ فنم قرير العين أبا عاصم. فمن هو أبا عاصم وما علاقته بالذكاء الاصطناعي، هذا ما ستقرأه ان شاء الله في المقال القادم
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال