الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
المحطة الأولى مبارك للوطن ..
يشرفني أن أرفع أسمى آيات ال تهاني والتبريكات لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد يحفظهما الله وإلى الشعب السعودي النبيل بمناسبة الفوز التاريخي لمنتخبنا الوطني على منتخب الأرجنتين أحد أكبر المنتخبات الرئيسية المرشحة لكأس العالم حيث يملك لاعبوه قيمة سوقية عالية في الملاعب العالمية… إنها السعودية التي أبهرت العالم سياسيا واقتصاديا ورياضيا… لقد أتت كلمات سموه الكريم للاعبين قبل انطلاق مباريات كأس العالم كخارطة طريق ترتكز على الاستمتاع وعدم الضغط ودافعا كبيرا في الوقت المناسب فقد أكد لهم أن يلعبوا دون أن يشعروا بأي ضغوط، وأن يضعوا في رؤوسهم رفع اسم الوطن في المحافل الدولية، وأن يخوضوا مبارياتهم براحة وانسيابية واستمتاع وطمأنينة، وأن النتائج ستتحقق في المستقبل بلا شك لقد زرعت هذه الكلمات المُلهمة في نفوسهم المزيد من الثقة والمسؤولية وطاقة مهمة معنوية ألقت بظلالها على الأداء الاحترافي مما شكل منعطفا مهما للقيام بدورهم المأمول حتى تحقق الفوز وإن شاء الله يتواصل العطاء من مباراة لأخرى في قادم الأيام.
هذا النجاح هو بداية الطريق لحصد المكانة العالمية رياضيا وفق الاستراتيجيات والأهداف التي وضعتها وزارة الرياضة عطفا على مستهدفات رؤية المملكة 2030 وهو ما يعني أن فلسفة كرة القدم ليست مجرد لعبة بل إنها ثقافة مجتمعية وصناعة اقتصادية شاملة تضاف إلى رصيد المملكة ومؤشراتها العالمية في مختلف المجالات فضلا عن برامج التنمية والتخطيط والنمو الاقتصادي والاجتماعي، وما يرتبط بها من دعم مادي ومعنوي ولا شك بأن الرياضة اليوم في المجمل إحدى أهم الدعائم الرئيسية ورافدا مهما من روافد الاقتصاد الوطني وما يرتبط به من عوائد استثمارية وإيرادات تسهم في نمو الناتج المحلي الإجمالي وهو ما يؤشر أيضا قوة الدوريات السعودية والذي يعد إحدى أقوى الدوريات في الشرق الأوسط والمنطقة العربية وأصبح وجهة لكثير من اللاعبين العالميين المحترفين كما أنه من المتوقع أن تتضاعف وتيرة هذه الدوريات على مستوى الاحتراف والقيمة السوقية للاعبين في القريب العاجل.
المحطة الثانية قمة دول العشرين ..
تأتي مشاركة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء يحفظه الله في أعمال قمة بالي الإندونيسية ال17 امتدادا لمشاركات المملكة في القمم السابقة ولأهميتها في المناقشات التي تهم العالم خاصة الاقتصادية والسياسية ولما يُمثله دور المملكة منذ تشكيل “مجموعة العشرين”، محورا أساسيا واستراتيجيا في الارتقاء بفاعلية الاقتصاد العالمي وتجنيبه العديد من التداعيات ليكون دور المملكة التأسيس لمنطلقات تسهم في تضافر الجهود الدولية والمنظمات نحو مستقبل اقتصادي عالمي يحافظ على الاستقرار والنمو وتجنب المخاطر المختلفة كواحد من أقوى 20 اقتصادا على مستوى العالم وهناك العديد من الملفات الحيوية ضمن أجندة القمة ومنها ملف الصحة العالمية الذي أصبح ذا أولوية خاصة بعد انتشار فيروس كورونا حيث نجحت المملكة في هذا الصدد بتجاوز أزمة كورونا بمثالية عالية وتربعت المملكة على قائمة دول العشرين في إدارة هذه الأزمة صحيا واقتصاديا بشهادة الدول والمنظمات الكبرى حيث يواصل الاقتصاد السعودي نموه المتسارع في ظل التباطؤ الاقتصادي الذي يشهده معظم الاقتصاديات العالمية.
حملت أجندة القمة ركائز حيوية ومهمة ومنها هندسة الصحة العالمية حيث تتبنى إندونيسيا موقفًا مشجعًا على تعزيز فعالية الصحية العالمية بالعمل على تحقيق المزيد من تضافر الجهود الدولية وتطوير منظومة البحث العلمي والذي من شأنه خلق نظام الصحة العالمي أكثر شمولًا واستجابةً للأزمات فضلاً عن تعزيز منظومة الاكتشاف المبكر للأوبئة وعلاجها قبل الانتشار من خلال التأهب للوباءات المحتملة مُسْتَقْبَلِيًّا والنهوض بالبنية التحتية الصحية بعد COVID- 19 من خلال منتديات عالمية مختلفة مثل: مجموعة العمل الصحية، وفريق العمل المشترك للتمويل والصحة، ومجموعة عمل التنمية وCivil 20 وScience 20 في وقت يشهد فيه العالم العديد من التحديات الجيوسياسية والاقتصادية واستمرار الحالة الاقتصادية (عدم اليقين) وأهمية تجاوز هذه التحديات وبناء تعاون دولي قادر على تجاوز هذه التحديات.
إضافة إلى بقية مواضيع القمة ومنها النقل المستدام للطاقة حيث تأتي هذه الركيزة في وقت يشهد فيه العالم مواصلة الجهود العالمية لضمان أمن الطاقة إلا أنه من الأهمية بمكان، تسريع الانتقال نحو مصادر الطاقة النظيفة من خلال تضافر الجهود الدولية وخلق وسائل وأدوات جديدة تركز على تعظيم القيمة المضافة لهذا الملف وصولاً إلى المحافظة على مستقبل الأجيال القادمة وخلق مصداقية دولية أوسع للتعامل مع هذا الملف مستقبلًا فضلا عن حل مشكلة تأمين الوصول إلى الطاقة واستمرار تدفقها بأمان إضافة إلى بقية المحاور مثل زيادة تكنولوجيا الطاقة الذكية والنظيفة ورفع إسهاماتها في النواتج المحلية الإجمالية وتعزيز تمويل الطاقة من خلال اجتماعات مختلفة مثل مجموعة عمل تحولات الطاقة ونواب البيئة ومجموعة عمل الاستدامة المناخية، كما التقى ولي العهد كثيرا من قادة الدول على هامش هذه القمة للتباحث حول تنسيق المواقف المشتركة للخروج بقرارات إيجابية تخدم شعوب دول العالم كافة، وأيضا طرح حلول مناسبة للأزمات التي يعانيها العالم من صراعات ونقص في الغذاء والإمدادات.
وهو ما يؤشر إلى الأهمية الاقتصادية للمملكة خلال الوقت الحاضر والمستقبل وحراكها الفاعل صنع السياسات الاقتصادية العالمية وتعزيز أطر التعاون الدولي فمشاركة سموه الكريم في هذه القمة تتويج لدور المملكة الرائد ضمن مجموعة العشرين وأهميتها ومكانتها العالمية التي أصبحت بوصلة العالم في التأثير والحضور والتعاون البناء لمواجهة التحديات التي يمر بها العالم في وقتنا الحاضر.
المحطة الثالثة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ APEC
تأتي مشاركة سموه الكريم- يحفظه الله- في الحوار غير الرسمي لقادة الدول الأعضاء في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ APEC نظرا لأن المملكة تكتسب أهمية كبرى في أي من المنتديات العالمية وإضافة نوعية للحراك الاقتصادي العالمي فهذه المشاركة أول مشاركة للمملكة في هذا المنتدى الذي يُعقد في مرحلة حساسة في ظل ما يشهده العالم من أزمات سياسية واقتصادية وعسكرية، كما أن هذه المشاركة تؤشر إلى دور واهتمام المملكة كَمِحْوَر أساسي واستراتيجي في الارتقاء بفاعلية الاقتصاد العالمي وتجنيبه العديد من التداعيات ليكون دور المملكة التأسيس لمنطلقات تسهم في تضافر الجهود الدولية والمنظمات نحو مستقبل اقتصادي عالمي يحافظ على الاستقرار والنمو وتجنب المخاطر المختلفة.
يعد منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ APEC الذي تأسس عام 1989 واحدا من أهم المنتديات التي تضم 21 دولة تسعى إلى تعزيز التجارة الحرة وتحقيق النمو الاقتصادي المتوازن والازدهار الاقتصادي المشترك وتحقيق تنمية اقتصادية مطّردة ومتكاملة في المنطقة حيث تركز المنظمة على النشاط الاقتصادي كوحدة مستقلة تستخدم مصطلح الاقتصاديات، مما يشجع على فتح آفاق للتعاون الاقتصادي والاستثمارات المتبادلة.
إن المملكة اليوم تتمتع بمكانة عالمية في مختلف المجالات فضلا عن إمكاناتها ومبادراتها ومساهمتها وقدرتها على رسم وتفعيل التوازنات في الأسواق الدولية كما أن المملكة تعمل دائما على الوفاء بالتزاماتها الداخلية والخارجية، لذلك ومن خلال هذه المنطلقات حققت نموا اقتصاديا وتصاعدا في الناتج المحلي الإجمالي حيث أظهرت بيانات الهيئة العامة للإحصاء، استمرار الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بالارتفاع، مسجلاً نمواً 8.6 % خلال الربع الثالث من 2022، مقارنة بالربع المماثل من 2021.
كما (توقعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في تقريرها السنوي عن آفاق الاقتصاد العالمي للعام 2022، أن ينمو الناتج المحلي لاقتصاد المملكة العربية السعودية بنسبة 9.9 بالمئة هذا العام، وهي أعلى نسبة نمو متوقعة بين دول مجموعة العشرين وأن النظرة لاقتصاد المملكة جاءت مُخالفة للنظرة القاتمة والضبابية للاقتصاد العالمي).
وهو ما يعكس نجاح مستهدفات رؤية المملكة 2030 إضافة إلى استمرار إدارة وتحول الاقتصاد السعودي إلى قوة جذب عززت من تعاظم الاستثمارات المحلية والأجنبية، ويؤشر أيضا إلى سمعة ومكانة المملكة الائتمانية والفرص الاستثمارية الواعدة في مختلف المجالات.
المحطة الرابعة الزيارات الرسمية .. الحضور والأثر الاقتصادي والفرص الواعدة
تشكل العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية للمملكة أسس متينة تكون مخرجاتها وفق أطر الاحترام المتبادل وتعزيز مكامن القوة مع دول آسيا وهو ما عكس النتائج التي تحققت من هذه الزيارات والتي أضافت المزيد من القوة والمتانة إضافة إلى رفع وتيرة الشراكات والاتفاقيات والعقود التي تم توقيعها وفق رؤية المملكة 2030، فخلال زيارة كوريا الجنوبية تم التوقيع على 25 عقدا ومذكرة تفاهم بقيمة 29 مليار دولار، مما أسهم في تعزيز التقارب الاقتصادي والتجاري والاستثماري. ففرص الاستثمار في المملكة واسعة ومتنوعة، أن البرامج الاقتصادية بين المملكة والدول الآسيوية تمضي قدما، رغم كل التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، فقد أثبتت المملكة أنها قادرة على تحقيق النمو والتطور الاقتصادي ومما لا شك فيه فإن مخرجات هذه الجولة تؤكد أهمية وعمق المملكة ودورها في نجاح الاقتصاد السعودي الذي يواصل نموه المتسارع.
مجمل القول: إنها السعودية التي شكلت نقطة ضوء وبوصلة مهمة للعالم بكافة مجالاته .. نعم فخورون ببلادنا الغالية وقائدنا المُلهم الذي استطاع أن يوجه أنظار العالم نحو المملكة خلال أقل من شهر بدأها بجولات دولية حضر خلالها أكبر منتديات العالم اقتصاديا وانتهت بالفوز العظيم لمنتخبنا الوطني أنها البدايات التي لا تنتهي والنهايات التي ستدوم وتدوم عبر هذا الجيل والأجيال القادمة.
نعم .. كسعوديين نعتز كثيرا بقائدنا الملهم الأمير محمد بن سلمان وما يقدمه لشعبه من إنجازات تستند على الارتقاء بالاقتصاد السعودي نحو آفاق أكثر من رائعة بشهادة الدول المتقدمة والمنظمات الدولية فخلق تحولا كبيرا نحو سعادة الناس وجودة حياتهم وحراكا اقتصاديا داخليا وخارجيا فأوجد له القيمة المضافة والأثر الاقتصادي الراسخ والمفيد ولذلك هذه الجولة التاريخية والإنجازات الرياضية المتلاحقة ما هي إلا مصدر قوة آخر يضاف إلى رصيد المملكة من سلسلة المنجزات والتأكيدات على دور المملكة الريادي في العالم أجمع. فكل الدعوات والأمنيات أن يوفق الله سموه الكريم ويكلل مساعيه بالنجاح والسداد وأن يحفظه ذخرا لنا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال