الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قلما يظهر سمو سيدي ولي العهد في أي لقاء او مقابلة إلا ويبهر العالم بطموحه العالي القابل للتحقيق، كل من رأى تلك التطلعات شك بإمكانية تحقيقها ولكن يوماً بعد يوم يكسر سمو سيدي الأرقام ويحقق ما كان يعتقد أنه مستحيل، كتبت هذه المقالة منذ فترة واحتفظت بها واعتقد أنه آن الأوان أن أشاركها معكم خصوصاً بعد فوز منتخبنا الوطني على منتخب الأرجنتين المرشح بالفوز في كأس العالم 2022، كل ظهور لسمو سيدي كان ظهوراً مدروساً بالتوقيت والرسائل، ظهور القائد الذي يقول لنا لا تقلقوا وركزوا في عملكم فأمامنا مستقبل عظيم ينتظره كل سعودي، بل وينتظره العالم.
كنت أرصد مقابلات سمو سيدي وأدون أهم النقاط التي تلفت انتباهي بحكم اهتمامي بعلم الإدارة، وسجلت حلقة صوتية تحليلية بعد لقاء سمو سيدي مع المتألق عبدالله المديفر، من يقرأ شخصيته لا يستغرب أي نجاح يتم اليوم في ظل الروح الشابة الطموحة والمنطق العالي و الاستحضار الذهني المبهر، هذه النظرة هي حديث العالم اليوم وليست ملاحظات شخص عاشق لشخصية سمو سيدي ولي العهد، أصبحت السعودية اليوم محل أنظار المواهب العالمية الذين صار حلمهم الهجرة والاستقرار في السعودية والمساهمة في بناء الدولة الشابة الطموحة التي ستساهم في تغيير العالم اقتصادياً وتقنياً خلال الثلاثين سنة القادمة برؤية واضحة وإصرار عظيم يستشرف المستقبل.
في عالم الاستثمار، يشكل القائد وزناً كبيراً في عملية التقييم والذي يعطي مؤشراُ واضحاً لنجاح الفرصة الاستثمارية، سمو سيدي هو الرقم الصعب الذي جعل الشركات العالمية تلقي بثقلها واستثماراتها في السعودية لإيمانهم بشخصيته التي ألهمت العالم، ولعلي في هذا المقال القصير أسلط الضوء على أهم نقاط قوة مدرسة محمد بن سلمان القيادية.
تحدثت في مقال سابق عن الإدارة الرشيقة وأنها من أهم المهارات التي تعطي المنظمات الفرصة للمراجعة ومعرفة الانحرافات والتصحيح، هناك دائماً علاقة طردية بين حجم المنظمة والبيروقراطية ولم أكن أتوقع أن يستطيع أي قائد بالعالم من تطبيق مفهوم الإدارة الرشيقة على مستوى دولة، هذه القدرة القيادية العالية لدى سمو سيدي ملفته للانتباه “وخارقة للعادة”، إن المراجعة المستمرة لكل محور من محاور الرؤية ومراقبة مؤشراته وتحسينها تحتاج لتركيز عالي وذكاء لا محدود ودخول في كل التفاصيل، وهو ما جعل رؤيتنا واضحة الهدف ومختلفة المعالم في كثير من مراحلها منذ إعلانها حتى اليوم والتي تتغير بكل رشاقة مع متغيرات العالم.
لعل أكثر نقطة تلفت انتباهي شخصياً عند أي حديث لسمو سيدي هو الاستحضار العالي للأرقام، هذه المهارة لدى سمو سيدي ليست مهارة فردية بل هي مهارة وثقافة قام بزرعها في المنظومة التي تقود مركبة الرؤية حتى أصبحت هي اللغة التي يتحدث بها المسؤولون في كل مؤتمر أو لقاء أو تصريح، الحديث بالإنجازات المصحوبة بالأرقام هو حديث صادق فالأرقام لا تكذب، في لقاء معالي محافظ صندوق الاستثمارات العامة ذكر ذلك بشكل واضح وأن الصندوق (الذراع الاستثماري للدولة) يقاد بالأرقام ولا مكان للعواطف وهذا سر نجاح الصندوق والنمو الهائل الذي حققه في السنوات الماضية، الأرقام تعكس الثقة والمصداقية والشفافية وهذه المؤشرات التي يحتاجها كل مستثمر لاتخاذ أي قرار استثماري.
عندما يتحدث سمو سيدي في لقاءاته نرى في حديثه التفاؤل غير المفرط واستشراف المستقبل، مبادرات السعودية على مستوى العالم فاقت كل التوقعات، فبعدما كان العالم يتغنى بمبادرات المناخ و مشكلة الاحتباس الحراري وتقليل الانبعاثات الكربونية ويهاجم الدول المنتجة للنفط وعلى رأسها السعودية، قامت المملكة بقيادة مبادرة الشرق الأوسط والسعودية الخضراء في مبادرة عالمية غير مسبوقة للحفاظ على المناخ والمساهمة في الحفاظ على كوكبنا الأزرق بشكل فعلي وليست نظريات وخطط غير واقعية وغير قابلة للتحقيق ولا تؤثر على سوق الطاقة والاحتياج العالمي، أصبحت رؤية المملكة متعدية الحدود وعدوى صحية تنشر ثقافة التغيير وتساهم بشكل حقيقي في خلق شرق أوسط جديد كما سماه سمو سيدي.
في آخر ظهور لسمو سيدي في لقائه مع لاعبي المنتخب الوطني قبل كأس العالم، ذكر للاعبين أنه لا يتوقع منهم لا فوز ولا تعادل لصعوبة المنافسة وطلب منهم أن يستمتعوا باللعب فقط وليس مطلوب منهم أكثر من أن يبذلوا كل ما بوسعهم، القائد الغير واقعي يضع الجميع تحت الضغط حتى يصبح الإنجاز مستحيلاً والعمل محبطاً، اللقاء بحد ذاته وطريقة الحديث الودية أعطت اللاعبين الحافز بإظهار أفضل ما لديهم وهي فكرة قيادية عبقرية محفزة أنتجت فوزاً سيتذكره التاريخ، لم يكن لاعبي المنتخب الوطني هم الأفضل، بل كانت الروح التي لعبوا بها هي الأفضل.
في الحرب التي تكالب بها العالم ضد سمو سيدي في محاولة لإفشال رؤيته لم يتأثر بذلك وصمد في وجه كل من حاول التربص به، لم ينشغل بالرد عليهم وركز على الإنجاز والعمل وهو أفضل رد على تلك الحروب التي ما إن بدأت معالم نجاح الرؤية بالظهور حتى انقلبت كثير من تلك العداوات والحروب إلى مصالح وتقاطعات حرصوا على مراعاتها، لقد أثبت لهم بالإنجاز بأن القافلة تسير وبأن الأمور ليست شخصية، إنما مصلحة وطن يبحث عن النمو وأخذ مكانته التي يستحقها في مصاف دول العالم المتقدم.
في النهاية، هذا المقال هو مجرد تأملات لا تفي عراب الرؤية حقه، مدرسة محمد بن سلمان الإدارية تحتاج لأن يخصص لها مدارس وتؤلف لها كتب، إن الإصلاح يحتاج لحزم ومرونة وهذه المعادلة الصعبة لم تكتمل إلا بمحمد بن سلمان، أطال الله بعمره وحفظه ووفقه لما فيه خير وجعلنا ممن يعينه على تحقيق طموحه وطموح شعبنا العظيم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال