الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ما يجهله الكثير من المتعاملين في أسواق المال هو بعض الأحداث السابقة لذلك يتملكهم الحماس والاندفاع حتى يرتطموا بالحقائق وفقاعة الدوت كوم التي حدثت مع مطلع الألفية الجديدة أحد تلك الأحداث .. لنرى ماذا حدث ؟
في نهاية التسعينات الميلادية ظهرت مشاريع جديدة في مجال الأنترنت ليس لها معالم واضحة في كيفية العمل أو الربح ولكنها رسمت صورة ذهنية جيدة لدى المستثمرين وأنها استثمارات المستقبل لأنها تعتمد في حركتها على تمويلاتهم .. فكانت تتسابق الشركات في إعلان اعداد الزيارات التي تتم على مواقعهم ولكنها لا تهتم لهوامش الأرباح ولا لحاجة السوق ولا حتى لخدمات ما بعد البيع وفي كيفية كسب ولاء العملاء “مع اختلاف المنتجات والخدمات التي تقدمها تلك الشركات” التنافسية كانت فقط في جذب انتباه المستثمرين لضخ أموالهم ومن ثم القيام بعمليات تسويقية من أجل جذب اهتمام مستثمرين آخرين وهكذا .. كانت حريصة تلك الشركات على التواجد الإعلامي وإبقاء الزخم الإعلاني وإعطاء تصورات “أن كل شيئ على ما يرام” ..
وبعد أن تضاعفت اسعارها في أسواق البورصة انفجرت تلك الفقاعة وتوقفت التمويلات عن الضخ في جميع الشركات التي كانت تعمل بنفس الوتيرة وأعلنت بعد ذلك أكثر من 1100 شركة افلاسها حتى الشركات التي نجحت وحققت أرباحاً واصبحت تدفقاتها النقدية ايجابية تضررت كثيراً من انفجار الفقاعة وهبطت بأكثر من 80% من قيمتها وتبخرت مليارات الدولارات ..
اليوم مع كل أسف نشاهد هذا السيناريو يتكرر مع الشركات الناشئة في قطاع التطبيقات “وفي غفلة من المشرعين” والتي يتم تقييمها بتقييمات عالية ومتتابعة دون استنادها على الأرباح أو التدفقات النقدية الموجبة، ولكنها تواكب الزخم الإعلاني لتلك الشركات ومقدرتها على اقناع المستثمرين بضخ أموالهم، ولكن بعد نضوب رأس المال الاستثماري حتماً سينقطع شريان الحياة وسنراها تعاني من ضائقة مالية حتى تعلن افلاسها وتتبخر ملايين الريالات إن لم تكن مليارات الريالات إذا طال أمدها .. باستثناء الشركات التي لديها إدارات محترفة تستطيع تقييم المخاطر وتدير الأزمات باحترافية عالية وتعرف جيداً كيف تتحرك داخل السوق .. لذلك وللمستقبل الشركات التي تنجو من الفقاعة تستحق الاستثمار كما حدث مع امازون بجانب بعض من الشركات التي نجت من الضربات القاتلة ..
في الختام اقول ما قاله أحد الأصدقاء أن الفقاعة تتشكل تحت وطأة الطمع والاحتيال والتهور لتحرق الثروات ..
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال