لماذا اختلفت جودة المنتجات قديما وحديثاً وأين تقف منتجاتنا الوطنية؟

كثيراً ما تدور النقاشات والملاحظات بعد اقتناء أحد المنتجات الجديدة حول فرق الجودة وكيف كانت المنتجات سابقاً تعمر لفترات أطول مقابل المنتجات الحالية والتي غالباً تتطلب الاستبدال والتجديد بشكل مستمر. وتتركز الإجابات حول تردي الجودة في تقليل التكاليف لتعزيز ربحية التاجر أو المصنع، الا أن الموضوع أعمق من ذلك! 

خلال فترة الكساد الكبير في أمريكا خرج برنارد لندن بفكرة تعيد عمل المنظومات الصناعية التي تعطلت وفقد الكثير من منسوبيها وظائفهم. يقول برنارد أن هناك خلل في العلاقات التبادلية بين البشر فالمصانع والمناجم والعاملين فيها جاهزين للإنتاج ولكن في المقابل الطلب من المستهلكين غير مستمر بشكل يضمن استمرار عمل المصانع. 

ومن هذا المنطلق يجب أن تتدخل الحكومات من خلال سن التشريعات التي تحسن من فاعلية واستمرارية عمل القطاع الصناعي. فالحكومة تضع المعايير للأوزان والقياسات مثل الحجم الشكل القيمة بينما تغفل معايير أخرى ذات أهمية كبيرة وهي حياة المنتج ووقت استهلاكه.

لذلك اقترح بيرنارد بعض الخطوات للمساهمة في جعل المنتجات أكثر استهلاكية وتكوين صورة وأنظمة تحد من استخدام المستهلك للسلع لفترة طويلة. ومن مقترحاته أن تكون ضمن قيمة المنتج كوبون استبدال يعادل قيمة الضريبة المفروضة من الدولة، يقوم المستهلك بعد مدة من استخدام المنتج بإرجاعه للمصنع وتقديم الكوبون للحصول على المبلغ، المبلغ المحصل هو قيمة الضريبة والتي تم تأجيل تحصيلها من المصنع وبهذه الخطوات يشجع المستهلك على الاستهلاك ولا تتكلف الدولة ويستفيد المصنع من استمرار الطلب.

الفكرة لاقت رواجاً كبيراً مع تعاقب السنين وبدأت الدول في فرض التشريعات لتحديد عمر المنتجات وفرض غرامات على المخالفين بل وأصبحت فكرة الاستبدال أحد أهم استراتيجيات الشركات مثلاً شركة أبل تجد أنك مجبر بطريقة أو بأخرى على تغيير الجهاز خلال متوسط 3 سنوات فالصيانة مكلفة ولا يمكن تغيير البطارية والسوفت وير تتطور بسرعة أكبر من الهاردوير مما يجعلك بالنهاية بحاجة الى جهاز جديد. 

بالرغم أن النظرية خدمت القطاع الصناعي بشكل كبير الا أن ذلك سبب مشاكل أخرى في كفاءة استخدام الموارد وازدياد كميات النفايات الصناعية وأثرها على البيئة والمجتمع. 

ختاماً من الرائع أن تستطيع الصناعة السعودية تكوين هوية صناعية تستطيع تحقيق توازن فعال بين رغبة المصنع بالاستهلاك وبين أهمية الاستغلال الأمثل للموارد والحفاظ على البيئة.

في رعاية الله….