الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تصور أن شركة أمنية سعودية، اشترت برنامجًا جاهزًا مبنيًا على الذكاء الاصطناعي ليتعرّف على المجرمين المحتملين، وتم تدريب وإنتاج البرنامج باستخدام بيانات وتصنيف “المشتبه بهم المحتملين” حسب ثقافة البيئة المصنعة لهذا البرنامج. وفي مرحلة التجربة صنّف البرنامج “المرأة المنقبة” على أنها “مشتبه بها” بسبب تغطية الوجه. طبعا، هذا المثال غير حقيقي، ولكنه يدل على أن حلول الذكاء الاصطناعي لا بدّ أن تنشأ من بيئتنا.
والمعادلة البسيطة في انتاج حلول الذكاء الاصطناعي هي مزيج من: “اللوغاريتمات والبيانات والخبرة” تتشارك جميعا لحل إشكالية معينة او تحسين الإجراءات وغيرها من مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي. اللوغاريتمات منشورة ومتوفرة بشكل عام ولها تخصصات وأبحاث معروفة، فليست هي القيمة التنافسية، عكس التطبيقات التقليدية أو الآليات القديمة التي تُعد هندستها وإنتاجها هي القيمة التنافسية الكبرى.
أما الخبرة، فهي الخبرة المتراكمة في المؤسسة المتمثلة في طريقة العمل والإجراءات، أو الخبرة المتراكمة في الشؤون التشغيلية، مثل الصيانة وغيرها.
وكل مؤسسة تملك البيانات الخاصة بها، سواء كانت بيانات إدارية، مثل البيانات المالية، أو بيانات خاصة بشؤون الموظفين، أو بيانات تشغيلية مثل الآلات الموجودة وسجلات صيانتها وطرق تشغيلها، وحجم تشغيلها للآلات، وحجم إنتاجها، وغيرها مما جمعته المؤسسة في سنين من التشغيل والإنتاج.
نحن نمتلك الخبرة والبيانات في إنتاج الزيت، في هذه المنطقة بجغرافيتها ومعالمها الجيولوجية ومناخها، وكذلك نملك مثل هذه الخبرة والبيانات في صناعات البتروكيماويات والتعدين ومجالات كثيرة. وهذه البيانات والخبرات تُعد “الميزة التنافسية العُظمى” في الذكاء الاصطناعي.
إذن فنحن نستطيع أن ننتج حلولا في استخدامات الذكاء الاصطناعي، بل نستطيع أن نقود العالم في هذه التطبيقات في مجالات كثيرة، وأقل ما يمكن فعله هو ألا نستورد حلولًا تستخدم بياناتنا وخبراتنا او نستورد منتجًا جاهزًا لا يُعبّر عنا، ولا يعكس عاداتنا وتقاليدنا ولا طرق تشغيلنا وإدارة مواردنا ومصانعنا.
فهذا المنتج المستورد الخارج على مفردات بيئتنا لن يضيف إلينا، بل سيكون دخيلًا علينا، على شاكلة “امسك حرامي” ونضرب كفا بكف ونردد: “واعيباه”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال