نيوم ودورة الألعاب الشتوية وأشياء أخري

يتفق الجميع شرقا وغربا بالرغم من اختلاف توجهاتهم على التنظيم الاحترافي لكأس العالم في دولة قطر. مكمن الخلاف بشكل عام هو في جدوى الاستثمار المادي العالي، لكننا في نهاية المطاف نستطيع جميعا أن نقول بأن الحدث كان يعمل كمحفز يدير حركة الاستثمار في بنية تحتية يجب أن يتم الاستثمار فيها.

لا شك أن الصغير قبل الكبير لاحظ الاحتفاء بتراثنا وثقافتنا الذي بلغ صداه آفاق العالم من خلال هذا الحدث العالمي، والذي كان على أوجه متعددة، وأحدها فقط هو التعريف بزينا العربي وطريقة ارتداءه، والتي يعتقد الكثيرون أنها ربما تكون قد صنعت توجهات مستدامة في تعاطينا المستقبلي مع الرياضة والتشجيع لأنديتنا وفرقنا على أرض الملعب. لم يكن البشت العربي وحده هو الرمز لهذه الثقافة، رغم أنه أحد أبرز تلك الملامح والرموز، فقد شاهدنا أيضا الكثير من المشجعين يرتدون أعلام بلادهم بطريقة مستحدثة لم تعرف من قبل، لعلها تشكل ظاهرة على ملاعبنا في القادم من الأيام.

كل هذا بالنسبة لي هو مقدمة للفكرة التي أود أن أشير إليها في هذا المقال، وهي ذات ارتباط وثيق باقتصاديات الرياضة في منطقتنا. سمعنا مؤخرا عن فوز “تروجينا” في نيوم باستضافة دورة الألعاب الشتوية الآسيوية لعام 2029. وكل ذلك سيكون بالتزامن مع تطوير منتجع جبلي يتم الانتهاء منه خلال العام 2026. نحن إذا أمام فرصة للاستفادة من الأحداث في التنمية المكانية بما يخدم البعد الثقافي والاقتصادي والتاريخي للمنطقة. والحقيقة أن مثل هذا الإنجاز، والحظوة بالموافقة على استضافة هذا الحدث دفعتني للتفكير في استضافة الأحداث الرياضية العالمية، لا سيما وأننا سمعنا بالتوجه المستقبلي الذي سيكون نحو استضافة كأس العالم من خلال تقديم تحالفات بين عدة دول بدءا من النسخة القادمة كما سيحدث في العام 2026 باستضافة الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا للحدث. أطمح شخصيا للتقدم بملف تحالف مشترك لاستضافة كأس العالم في منطقة نيوم خلال نسخة 2034 لا سيما وأنها منطقة محورية تمثل نقطة تلاقي لعدة حضارات بشرية كالأنباط في الأردن، والفراعنة في مصر، وبالتأكيد قبل كل شيء حضارتنا الإسلامية والعربية. وبالعودة لما أشرنا إليه في بداية هذا المقال من ارتباط وثيق بين الأحداث العالمية وبين التنمية المكانية، فإنني مؤمن بأن مثل هذا الحدث سيدعم التوجه أيضا تسريع بعض المشاريع القائمة في المنطقة ولكن بصورة مبتكرة تتناسب مع الرؤية المستقبلية التي تخدم صناعة الرياضة بشكل جديد. ويدعم هذا التوجه أيضا أن عملية البناء في المنطقة يمكن تطويعها بسهولة لأنها بيئة خصبة جديدة تتشكل بحسب الاحتياج والتطلعات.