الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
نشرت وزارة الثقافة خلال الأسبوع الحالي تقرير مزامنة جيل ما بعد الألفية، وهو تقرير تفصيلي معني بتفضيلات هذا الجيل الجديد واهتماماته بالفعاليات والأنشطة الثقافية من خلال دراسة تحليلية متعمقة. والحقيقة أن أول ما شدني في التقرير هو آراء الخبراء التي وجدت في بعضها مساحة تتسع لكثير من النقاش حول كيفية تقديم الوجبة الثقافية لهذا الجيل بحيث تكون محببة للنفس وذات أثر ملموس. عليك أن تعلم بأن كبسولة الثقافة لم يعد يمكن تسويقها بذات الآلية والأفكار التي كانت متبعة في السابق.
لقد أصبح التوجه العصري في استهداف الفكر وتوجيه الشباب نحو مناهل المعرفة المختلفة مطلبا حتميا إذا كنا ننشد نجاح الجهود. تحويل النشاط الثقافي الهادف إلى صيحة رائجة يجعل من هذه الأنشطة سلعة مقربة من النفس وذات مطلب عالي. ليس هذا فحسب، لكن طبيعة الحياة السريعة التي نعيشها اليوم تحتم علينا أيضا تحفيز مشاركة هذا الجيل من خلال الأنشطة الجماعية التي تحفز الشاب والشابة على المشاركة والتفاعل. ينبغي أن ندرك من خلال مفهوم هذه الأنشطة الجماعية الأهمية القصوى لتفعيل درجة الألفة والتقارب بين أفراد هذا الجيل، وهو ما يسهم بطبيعة الحال في رفع معدلات الحوار والنقاش الذي يمكن من خلاله خلق مزيد من الفرص للتعرف على أنماط تفكير هذا الجيل ، وتهيئة البيئة المناسبة ليمارس مطلبه الثقافي الأكثر ملائمة للواقع الذي يعيشه.
علي الجانب الآخر فنحن ينبغي أن نعي ونفهم بأن التحديات التي يراها هذا الجيل في الفعاليات الثقافية مرتبطة إلى حد ما بأسلوب الحياة المتسارع الذي نعيشه اليوم. وكمثال على ذلك فإن الفعاليات التي تستغرق وقتا طويلا لا يمكن تقبلها، ولا تستهوي هذا الجيل كما كانت في السابق. ومن هذا المنطلق ينبغي علينا أن نستغل التقنية إلى حد كبير في صناعة ذات الأفكار القديمة بنمط عصري متسارع. وما يمكن أن نلخصه هنا هو أن المزيج الفريد لهذا الجيل ينبغي أن يحمل صفتين أساسيتين هما تطوير الذات الذي يحمل في الوقت نفسه صبغة ترفيهية. من الملفت أيضا أن نعلم بأن عوامل الاتصال الحسي في التقرب من المنتج الثقافي بات لها اهتمام كبير مؤخرا. نلاحظ التفضيل البصري والسمعي مؤخرا بشكل أكبر عن غيره، وهو أمر لا غرابة فيه، ولذلك نلاحظ الاهتمام بشكل كبير بالكتب المسموعة والمقاطع المصورة. وهنا أحب أن أشير إلى جانب مهم جدا في هذا السياق وهو ارتباط كل هذه المنتجات والأدوات الثقافية بالأثر الاقتصادي. هذه التفضيلات في حقيقة الأمر هي رؤى قابلة لتكون منتجات بأشكال مختلفة سواء كانت سمعية أو مرئية، لكنها في نهاية المطاف تساهم في تسويق المنتج الثقافي لأبنائنا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال