الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كثيراً ما نسمع بمصطلحات مثل “ميتافيرس” و”الواقع المعزز” و”الواقع الافتراضي”.. وهي مصطلحات تقنية تم انتشارها وتداولها إعلامياً على نطاق واسع منذ عام 2019. وفي هذا المقال، سوف نوضح ما الذي تعنيه تلك التقنيات، وما هي الفروقات بينها.
نبدأ “بالواقع المعزز”، وهو تقنية تعتمد على مزيج من الخيال والواقع. وعن طريق هذه التقنية، نحصل على واقع جديد يحتوي على مكونات فعلية نستطيع لمسها بأيدينا، بالإضافة إلى مكونات افتراضية نستطيع إدراك وجودها ولكن لا نقدر على لمسها فعلياً. ومن أشهر تطبيقات الواقع المعزز هو فلاتر تطبيقات التواصل الاجتماعي عبر الجوالات، وكذلك الاستخدام في العديد من القطاعات مثل القطاع العسكري والطيران لزيادة فعالية وواقعية ساحات التدريب، وكذلك الاستخدام في المجال الطبي من خلال تطبيقات التشخيص والجراحة والتمريض، أيضاً في مجال التعليم، وغيرها من القطاعات.
أما “الواقع الافتراضي”، فهو عالم خيالي غير واقعي بالكامل، والمحاكاة يتم إنشاؤها لعالم بديل يتم الوصول إليه عن طريق نظارات خاصة أو سماعات للرأس أو قفازات متخصصة. ويُستخدم الواقع الافتراضي بشكل كبير في ألعاب الفيديو وفي الأفلام ثلاثية الأبعاد، وتوجد تطبيقات لتلك التقنية من خلال التسوق والتعليم عن بعد والسياحة والسياحة الفضائية وزيارة المتاحف والحدائق والمدن وأماكن العمل افتراضياً وغيرها.
ومصطلح “ميتافيرس” هو كلمة ترجمتها “ما وراء الكون”، وهو مزيج من تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز وتقنيات أخرى مثل الواقع المختلط والبلوك تشين وويب 3 والعملات المشفرة والوسائط الاجتماعية والعديد من التقنيات الأخرى. كما أن “اقتصاد الميتافيرس” قد يصل عالمياً إلى ما بين 8 تريليونات و13 تريليون دولار بحلول عام 2030.
ومستقبلاً، يتوقع البعض أن يصبح خيال الميتافيرس هو الواقع الجديد، خاصة مع التوجه المستقبلي للمدن الذكية، فقد نجد أنفسنا نذهب إلى العمل ونحضر الاجتماعات، عبر نظارات الواقع الافتراضي، بدلاً من قيادة السيارة فعلياً للوصول إلى مكان العمل. وأيضاً، قد نجد أنفسنا ندخل إلى متجر تجاري افتراضي ونتجول في أنحائه، ونتمكن من رؤية المنتجات المختلفة، واختيار المناسب منها، وإتمام الشراء عبر الدفع أونلاين، ثم القيام بطلب توصيلها إلى المنزل عبر روبوتات توصيل أو درونز طائرة، تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.
ويتوقع بعض الباحثين انتشار الملكية الرقمية مستقبلاً نتيجة لوجود تقنية “البلوك تشين” للتعاملات الرقمية، وهي تقنية توفر نسبة عالية من الأمان والشفافية خلال المعاملات المالية والبنكية.
كما تشير التحليلات إلى أن تقنية “ميتافيرس” قد تكون هي مستقبل التكنولوجيا الرقمية الذي يعيشه العالم اليوم. ويأتي ذلك الاستنتاج بناء على أن الشركات العملاقة، والتي تحقق معدلات نمو هائلة وزيادة من حيث قيمتها السوقية في عام 2022، هي الشركات الأكثر استثماراً في تقنية الميتافيرس مثل شركة ميتا (فيسبوك سابقاً) وشركات مايكروسوفت وإنفيديا وجوجل.
وقد يرى البعض أن تقنية الميتافيرس تبدو غريبة ومستبعدة، لعدم انتشارها بشكل مكثف ولتكلفتها الباهظة، بينما يرى البعض الأخر أن الميتافيرس هي تماما مثل الانترنت، فقد بدأ الانترنت غريباً في التسعينيات ثم أصبح اليوم جزءاً لا ينفصل عن حياة الجميع. وبالتالي، يرى هؤلاء أن المستقبل سوف يتضمن تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز والميتافيرس كجزءاً معتاداً في حياة الأفراد والمؤسسات والمدن الذكية والكثير من الدول.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال