الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في سبعينيات القرن الماضي ظهر مصطلح “التمكين”، من قِبل بعض المنظمات النسائية، لوضع إطار للنضال من أجل تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية للنساء، وهو يعني بشكل مختصر: قدرة النساء على التحكم بمسار حياتهن، بوجه عام، ووعيهن بحقوقهن وممارستها، بوجه خاص. وهو بهذا ينبع من فكرة الإمكانية (Possibility)، أي تمكن المرأة من الحصول على الخدمات والموارد، ومشاركتها بالتنمية الشاملة.
ويعني التمكين بمعناه العام: إزالة كافة العمليات والاتجاهات السلوكية النمطية بالمجتمع والمؤسسات، التي تصنف المرأة بمراتب أدنى. وهو عملية مركبة تشمل تبني سياسات وإجراءات، للتغلب على أشكال عدم المساواة، وضمان الفرص المتكافئة للأفراد، في استخدام موارد المجتمع والمشاركة السياسية أيضاً.
وقد كانت حكومة المملكة (أعزها الله) سباقة بهذا المجال، وتفوقت فيه على بلاد كثيرة، وهو ما تؤكده تقارير المنظمات الدولية نفسها، إذ طالعتُ مؤخراً تقريراً صادراً عن البنك الدولي بعنوان: (المرأة وأنشطة الأعمال والقانون) قال إن المرأة السعودية تؤدي دوراً محورياً في استراتيجية التنمية بفضل (رؤية 2030). بعد أن زاد عدد النساء بالمناصب الإدارية بشكل ملحوظ خلال العقد الماضي، حيث طبقت المملكة إصلاحات عدة أسهمت في تحسين تمكين المرأة.
”التمكين .. وسوق العمل”
أما عن تأثير الرؤية عملياً على تمكين المرأة السعودية، فتشير بيانات “وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية” لدينا بالمملكة إلى أن المملكة حققت قفزات نوعية فيما يخص تمكين المرأة وزيادة مشاركتها الاقتصادية في سوق العمل، وانعكست الجهود والتشريعات الإصلاحية التي جرت خلال السنوات الأخيرة وفق رؤية المملكة 2030 على مستهدفات تمكين المرأة، إذ بلغ معدل المشاركة الاقتصادية للإناث السعوديات من 15 سنة فما فوق 35.6 % بالربع الثاني لعام 2022، في حين تضاعفت نسبة مشاركة المرأة بسوق العمل إلى 33.7%، متجاوزة بذلك مستهدف الرؤية لعام 2030 للوصول إلى نسبة 30%، كما بلغت نسبة النساء بالمناصب الإدارية المتوسطة والعليا 39.6% بالقطاعين العام والخاص، خلال العام الماضي 2021.
وقد أسهمت رؤية 2030 في أن تتقلد المرأة العديد من المناصب بالقطاعين العام والخاص، وترشح نفسها لتكون في المجالس البلدية والغرف التجارية، وتصبح عضوة بمجالس الشورى، والمناطق، وتتولى مناصب دبلوماسية، كسفيرة تمثل المملكة بالمناسبات والمنظمات العالمية، كالأمم المتحدة، وأن يكون لها حضور لافت في مجال ريادة الأعمال.
كما رأينا نجاح تمكين المرأة في عدة وزارات معنية، كوزارة الرياضة، والثقافة، والاعلام، إذ اهتمت هذه الوزارات ببناء جيل من القياديات السعوديات المساهمات بفاعلية في النهوض بالقطاعات التابعة لها، وتولت الكفاءات النسائية السعودية مناصب قيادية ونجحن في إنجاز مهامهن بجودة عالية. كما شاركت المرأة السعودية في النشاطات والفعاليات المختلفة بتلك الوزارات، ونجحت دائماً في إثبات قدراتها ومهاراتها، وكان من ثمار ذلك تعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان رئيساً للاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية. وتعيين الأستاذة أضواء بنت عبدالرحمن العريفي، مساعداً لوزير الرياضة لشؤون الرياضة مؤخراً .
ولا أجد ما أختم به أفضل من كلمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد، إذ يقول: “لدينا عقليات سعودية مبهرة ورائعة جداً، خاصة في جيل الشباب، طاقة قوية شجاعة، ثقافة عالية، احترافية جيدة، وقوية جداً، ويبقى فقط العمل. وطموحنا سيبتلع هذه المشاكل، سواءً بطالة أو إسكاناً أو غيرها من المشاكل”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال