عقلية شيخ القبيلة !؟

مما لا يخفى على الجميع أن الموظفين يودون أن يتمتع قادتهم بعقلية شيخ القبيلة؛ العقلية الإنسانية الحليمة الحكيمة التي تتصف بحزمٍ ورحمة، بحيث يكون هناك تكامل بينه وبين أفراد المنظمة، ويعاملهم بإنسانية وتقدير وليس كمجموعة من الآلات. فهو يدرك أن لديهم مشاعر وأحاسيس والكل يطمح بأن يكون محل تقدير واحترام، لذا فإن مبدأ هذه العقلية التعامل بمشاعر الأبوة الحانية، وتطبيق العدل والمساواة في جميع شؤون المنظمة، وكل فرد يحصل على قدر جِده واجتهاده وتميزه، إضافة إلى أنه يلتمس احتياجاتهم واهتماماتهم، وهذه التفاصيل لها عمق نفسي وأثر ايجابي كبير جداً. وهذا مايعرف بمصطلح الإدارة النفسية، والتي تعطي المنظمة من خلالها تميزاً ملحوظاً وتحافظ على أفرادها وتشجعهم، ودائماً ما تكون لطيفة مملوءة بالنصح والارشاد.
ومن مزايا تلك العقلية الناضجة معرفة قدرات ومهارات الأفراد، وتكليفهم بأعمال تتماشى مع إمكاناتهم وطاقاتهم، وبالتالي يكون هناك مساحة للإبداع والابتكار والانتاجية، ويتم تلافي أي آثار سلبية أو فجوة قد تحدث في بيئة العمل ويصعب حلها .

للأسف أن بعض المدراء لا يسعون لتطوير قدراتهم ومهاراتهم ويحاولون محاكاة عقلية شيخ القبيلة الادارية. فالمدير العادي قد يقوم بعمله أي فرد يعمل بالمنظمة، ومن السهل وجود البديل له في أي وقت لأنه صاحب نظره قصيرة المدى يريد تحقيق أهداف المنظمة على حساب الموظفين بأي طريقة كانت حتى لو على حساب وقتهم وصحتهم، وبالنهاية سيكون هناك تسرب وظيفي للمبدعين يعيد المنظمة لنقطة البداية والبحث عن موظفين يستطيع من خلالهم تحقيق الأهداف وبالتأكيد هذا لايحدث مجاناً بل بتكاليف إضافية زمنية ومالية وقد يكون سبب في تدهور وإعلان الإفلاس.

أما شيخ القبيلة مهتم جداً برضا الموظفين لأنه يدرك أن رضا العملاء الخارجيين من رضاهم ومع ذلك يحقق أهدافه بذكاء وبطريقة فعالة بمزيج من الحزم والعزم والإنسانية فالأول يحقق الأهداف ويساعد في اتخاذ القرارات الصحيحة والعمل بشكل ممنهج وصارم بكفاءة وفعالية والأخير يحقق لك الإدارة النفسية اللطيفه التي يبحث عنها أي موظف في هذا الكون ليحقق الاستقرار والتطور.

لذا كن في منظمتك بعقلية شيخ القبيلة لأنه يبحث عن الاستقرار والنماء والتطوير لإدراكه أنه في حال تسرب أفراد القبيلة فلن يعد شيخاً ..