الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تواجه الكثير من الشركات صعوبات وتتعرض لإخفاقات في مشاريعها واستثماراتها الخارجية وبالرغم من كفاءة العاملين في هذه الشركات وقدراتهم العلمية الا أن ذلك قد لا يساعدهم بشكل كافي للوصول بالمشروع الى بر الأمان.
يعد فهم الجانب الثقافي حجر أساس للنجاح خارجياً. وبنظرة بسيطة سنستعرض اختلاف المفاهيم التعاقدية بين الشعوب. في البداية يجب أن نعرف ان كلمة عقد أو تعاقد لها مفهوم يختلف من ثقافة الى اخرى فالعقود لدى بعض الدول هي التزام واضح يجب تنفيذه بدقة أما لدى البعض الاخر فهي عباره عن علاقة تعاون وثقة متبادلة في المقام الأول.
هناك ثقافتين بشكل رئيسي ممكن أن تنقسم بينها مفهوم العقود وقد تعتمد نسبة نجاح عملية التعاقد على مدى استيعاب كل طرف لثقافة الطرف الاخر التعاقدية.
الفئة الأولى هي الشعوب التي ترى أن العقد هو إطار رسمي للعلاقة يجب تنفيذه بحذافيره مثل (الولايات المتحدة) فالعقد هو ما يربط المتعاقدين بغض النظر عن آي ظروف أخرى. تتميز هذه الثقافة باهتمامها الشديد لعامل الوقت فهي تحاول ان تختصر المسافات والاوقات التفاوضية لسرعة الوصول الى الهدف الرئيسي وهو العقد.
أيضاً تفضل هذه الفئة العقود المفصلة للغاية التي تحاول توقع جميع الظروف والاحتمالات الممكنة، بغض النظر عن مدى احتمال حدوثها لأن الصفقة هي العقد نفسه.
كما تركز هذه الثقافة على أن المفاوضات يجب أن تبدأ من التفاصيل الدقيقة (من الأسفل الى الأعلى) وتكون هي الأساس في عملية بناء العقد وتتميز برغبتها القوية على اخذ المخاطر.
في الطرف الآخر، نجد أن هناك نوع معاكس للنوع الأول مثل (الصين) فالعقد هو بداية علاقة بين المتعاقدين لذلك يلعب الجانب العاطفي دوراً جيداً في تحسين وضع التعاقد ومسيرة المشروع ولكون العاطفة لها دور ذلك نجد أن عامل الوقت غير مهم بدرجة كبيرة بقدر الاهتمام بالتعرف بشكل جيد على الطرف الأخر من خلال الاجتماعات والزيارات المتكررة. تميل هذه الثقافة الى مناقشة العقود من (الأعلى الى الأسفل) حيث يكون الاتفاق على العموميات هو نقطة الانطلاقة لمناقشة باقي التفاصيل. كذلك يمكن الملاحظة ان هذه الثقافة تعتمد على الاجماع بين العديد من المسئولين خلال المفاوضات وهو ما يشير له بالعادة حجم فريق التعاقد.
لذلك تلعب الجوانب الثقافية دوراً بارزاً في عملية فهم طريقة وأسلوب الطرف المقابل أو المتعاقد معه وبالتالي قيادة المشروع لأنسب الطرق للنجاح والعكس صحيح فالكثير من المشاريع تخفق لعدم فهم الطرفين لنظرة وتعريف مصطلح التعاقد بين الطرفين مما قد يتسبب في خسائر للطرفين.
في رعاية الله….
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال