مؤشر نضج الحكومة الرقمية.. والمشروعات التقنية الكبرى.. ما الذي يترتب عليهم اقتصادياً..؟

حققت ‏‎المملكة المرتبة الثالثة عالمياً في مؤشر “نضج الحكومة الرقمية” الصادر من مجموعة البنك الدولي لعام 2022، من بين 198 دولة،  والمرتبة الاولى اقليميا، وبلغ مستوى النضج بلغ 97%.  ويقيس هذا المؤشر 4 مجالات رئيسية، وهي توفر الأنظمة الحكومية الأساسية، وتقديم الخدمات الحكومية الرقمية، والتفاعل مع المواطنين، وتعزيز ممكنات التحول الرقمي الحكومي.

وأهمية هذا المنجز هو في أن المملكة جاءت من أفضل دول العالم وأكثرها تقدماُ في مجالي مشاركة البيانات الحكومية المفتوحة وتوفير معلومات الخدمات الحكومية.  وهذا جميعه يساعد على جذب الاستثمارات الاجنبية وخلق فرص عمل ضخمة لابناء وبنات الوطن.

وبالاضافة الى مؤشر “نضج الحكومة الرقمية”،  فقد حققت المملكة إنجازات كبيرة أخرى في مجال الاقتصاد الرقمي، ومنها تحقيق المرتبة الثانية في مؤشر “التنافسية الرقمية” بين دول مجموعة العشرين، والمرتبة الثانية عالميا في مؤشر “الامن السيبراني”، والمرتبة 22 في “المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي”، وغيرها العديد من المنجزات.

وكذلك تم تطبيق مفهوم الحكومة الرقمية الذكية داخل المملكة،  وبدء العمل على تخطيط وتنفيذ العديد من المشاريع العملاقة، وعلى سبيل المثال، استثمار المملكة لنحو ملیار دولار لمشروع بناء كیبل بيانات بحري لربط الشرق بالغرب، وذلك خلال زيارة سابقة لسمو ولي العهد إلى دولة اليونان.

وتقدم المملكة أيضاً استثمارات نوعية في تقنيات المستقبل والاستدامة، ومنھا استثمار مدينة نیوم بمبلغ ملیار دولار لدعم تقنیات الذكاء الاصطناعي والروبوتات وانترنت الأشياء والميتافيرس وغيرها، بالإضافة إلى استثمار شركة أرامكو السعودیة في صندوق تقني بمبلغ ملیار دولار لتحفیز المشروعات الناشئة في تقنیات الاستدامة وغيرها من التقنيات الحديثة، وعقدها اتفاقیة تحالف استراتیجي مع شركة قوقل كلاود لتوزيع منتجاتھم وخدماتھم حصرياً في المنطقة، مما سیكون له أثر إيجابي كبير على الاقتصاد المحلي في المملكة بقیمة تبلغ نحو 12.9 ملیار ریال، كما سوف تساعد هذه المبادرة على خلق نحو 4415 وظیفة في سوق العمل.

ومن جهود المملكة تقنياً كذلك، إطلاق برنامج “مصانع المستقبل” ومن أهدافه تحویل 4000 مصنع في المملكة من الاعتماد على العمالة اليدوية إلى تبني التحول الرقمي والأتمتة، واستخدام التقنيات الحديثة وحلول التصنیع المتقدمة، من أجل استدامة الصناعة.

وتماشياً مع رؤية 2030، فإن المملكة تشارك بدور قيادي في العديد من المؤتمرات والقمم والمحافل الدولية، والكثير منها تستضيفه المملكة بشكل دوري، مثل القمة العالمية للذكاء الاصطناعي بنسختيه الاولى والثانية، وكذلك منتدى الرياض الاقتصادي بنسخته العاشرة،  والمنتدى الدولي للامن السيبراني وما يتبعه من فعاليات مثل “آت هاك” و”بلاك هات” الدولية،   وكذلك استضافة ومشاركة المملكة في منتدى الاستثمار العالمي وقمة مجموعة دول العشرين.

وهذي القمم والمحافل الدولية لها أهمية كبيرة، فهي تسلط الضوء على دور المملكة القيادي دوليا، وكذلك تدعم تعزيز التعاون الدولي وتشجيع الاستثمارات الاجنبية في كافة القطاعات، بما فيها القطاع التقني.  والاقتصاد الرقمي يُشكل أحد روافد القطاع غير النفطي في المملكة، وكاحصائيات، بلغت مساهمة الاقتصاد الرقمي في المملكة، حتى اليوم، حوالي 400 مليار ريال بنسبة تراوحت بين 13 و14 في المائة في الناتج المحلي، وتستهدف المملكة رفع النسبة خلال الأعوام القادمة إلى أكثر من 19 في المائة.

وغيرها من الجهود العملاقة للمملكة، والتي جعلتها في الصفوف المتقدمة بين دول العالم تقنياً واقتصادياً، خلال سنوات قليلة.