الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في ظل التحول والتطور الذي تشهده المملكة العربية السعودية في مختلف قطاعاتها الحكومية والغير ربحية والربحية، والدور الذي تقوم به هذه القطاعات نحو السعي إلى أن تكون إحدى لبنات النهوض الاقتصادي في مجال تخصصها وأهدافها الإستراتيجية والتنفيذية.
وفي مقدمة هذه القطاعات يأتي التعليم بمختلف مراحله ومستوياتها وتخصصاتها سواء التعليم العام أو التدريب التقني والمهني أو مؤسسات التعليم العالي، وعليه سوف يتم الإشارة في مقالنا لهذا الأسبوع على أحدث الدراسات في التخصصات المستقبلية التي يجب على مؤسسات التعليم التركيز عليها ومحاولة جعلها من مرتكزات وأهداف المؤسسات التعليمية.
فلقد أكـــدت رســـالة منتـــدى مســـك العالمـــي علـــى أن الشـــباب الســـعودي عليهـــم أن يؤمنـــوا مســـتقبلهم بمهـــارات القـــرن الواحـــد والعشـــرين، وهذا التأكيد جاء بعد نتائج إحـدى الدراسـات الحديثـة التي توصلت إلى أن هنـاك 7 مليـون وظيفـة سـتفقد مـن 15 دولـة متقدمـة وهـي الوظائـف التـي تسـمى بالوظائـف عديمـة الجـدوى وسـيحل محلهـا الروبرت والـذكاء الاصطناعي.
وصــرح 84 %مــن التنفيذييــن في تقرير صدر عن KMPG)) أن الــذكاء الاصطناعي ســوف يخلـق وظائـف أكثـر مـن الوظائف التــي ســيقوم بإلغائهــا. بل أن بيتر رئيـس الباحثين في كارتنر ذكر أن الــذكاء الاصطناعي سوف يقوم بتوفير وظائف أكثر من التي سوف يقوم بالتقليل منها أو حتى بإلغائها أو الاستغناء تمامًا عنها. وفي دراسة مستقبل الوظائف في الشرق الأوسط جاءت الإشارة إلى أن أنشــطة العمــل القائمــة فــي أســواق العمــل فــي دول الشــرق الأوسط قابلــة للأتمتة حاليًا بالاستناد إلــى التكنولوجيــا الموجــودة.
هذه النتائج ونتائج العديد من الدراسات الأخرى تجعل من التوصيات فيما يخص مرحلة تعليم الطفولة المبكرة بأن يتم التركيز فيها على إعادة هيكلة مرحلة التعليم المبكر وزيادة المقاعد المتوفرة، إطار تمويل فعال بين القطاعين العام والخاص، بناء قدرات المعلمين والموظفين، وتأسيس نظام اعتماد ونموذج حوكمة قوي.
أما فيما يخص التعليم العام فلابد من القيام بالعديد من الخطوات منها إعداد المناهج لتكون أكثر مؤامة مع وظائف المستقبل، تطوير وتفعيل نظام التراخيص لمهن التعليم، تطوير نظام فعال لتقييم المعلمين والقيادات التعليمية والتربوية والمشرفين وأن يُجعل جزء من هذا التقييم مرتبط بأداء الطالب، تعزيز الإرشاد المهني للطلاب، تطوير الأنشطة اللاصفية، تفعيل مشاركة الأسر والمجتمعات، توفير فرص تعلم نوعية للطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، بناء بنية تحتية مستدامة لتقنية المعلومات في جميع المدارس، و تطوير نموذج مستدام لصيانة البنية التحتية.
وفيما يتعلق بالتدريب التقني والمهني فلابد من تغيير نظرة الطالب والمجتمع حول المهن الفنية والمهنية، رفع الطاقة الاستيعابية في منظومة التدريب التقني والمهني. والتوسع في الشراكات الإستراتيجية مع القطاع الخاص.
ولابد في التعليم العالي من تطوير نظام فعال لإنتاجية وفعالية وفاعلية الجامعات عن طريق العديد من الخطوات في مقدمتها إنشاء جامعات تطبيقية، توجيه البحث العلمي نحو أولويات الابتكار، المواءمة بين المناهج والبرامج التعليمية واحتياجات سوق العمل.
ويأتي محو التعليم مدى الحياة كمحور هام في فيما يخص الوظائف المستقبلية من التوصية بوضع نظام حوافز للقطاع الخاص لتشجيع التعلم مدى الحياة، إعداد وإقامة برامج تدريبية للكبار والشباب تركز على المواطنة وسوق العمل.
وفي الختام؛ نشير إلى أن التوصيات والمقترحات التي جاءت في الدراسات التي تم الرجوع إليها أثناء إعداد هذا المقال جاءت بعد استعراض الخبرات والتجارب الدولية فيما يخص التعليم ووظائف المستقبل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال