الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
40 ساعة أسبوعية هو معدل أو متوسط ساعات العمل لأغلب الموظفين حول العالم. هذا المعدل العالمي لساعات العمل تم تطبيقه والأخذ به منذ اكثر من 50 سنة تقريبا، اي ما يقارب النصف قرن، او يزيد عن ذلك بقليل. خلال نفس تلك الفترة شهدت التقنية الحاسوبية وقبلها الميكانيكية تطورا قد يكون منعدم النظير في تاريخ البشرية. تطور تقني ساهم في رفع درجة الإنتاجية وعلى جميع الاصعدة بشكل مهول. تضاعف الانتاج في شتى المجالات الاف المرات، وظل متوسط ساعات العمل كما هي، ٤٠ ساعة أسبوعية في أغلب الدول.
منطقيا هناك خلل ما في المعادلة. كيف؟ لا يعقل كل هذه الزيادة الإنتاجية دون تقليص لساعات العمل. كثير من تلك الأعمال التي كانت تستغرق يوم كامل، اصبحت اليوم لا تحتاج سوى ساعات عمل محدودة، واعمال كانت تستغرق ساعات أصبحت تحتاج عدة دقائق لإنجازها. بينما ظلت ساعات العمل ثابتة دون تغير يذكر. بالمناسبة احد اهم وابرز أهداف تطوير وتسخير التقنية يكمن او يصب في عدة نقاط – أبرزها:
في تقديري، بالمجمل نجح التطور التقني في تحقيق تلك الأهداف بشكل ملموس، لكن بدرجات متفاوتة.
السؤال الذي ما زال يشغلني: لماذا لم تساهم كل تلك التقنية في تحسين جودة حياة الإنسان في ما يتعلق باستثمار جزئية الوقت تحديدا؟
من المحير جدا بالنسبة لي أن أرى كل هذا التفوق في رفع مستوى الإنتاجية، ولا أرى له نظير مساوي على مستوى جودة الحياة فيما يتعلق بجودة الوقت. اقصد بجودة الوقت هو الوقت الذي يقضيه الفرد العامل مع عائلته و أصدقاءه، في راحته، ممارسة هوايته او اي امر يوده.
من الضروري او البديهي أن أشير هنا إلى أن المزيد من الوقت بصحبة العائلة سيكون سبب رئيسي في تحسين جودة حياة الأفراد وبالتالي المجتمع. ناهيك عن زيادة نسبة صرف الأفراد عندما يكون لديهم مزيدا من الوقت في فعل ما يشاؤون.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال