مع نهاية العام قَيّم محفظتك الاستثمارية(1)

كل مَنّ لديه مال فائض هو معني باستثماره بصورة أو بأخرى. وبعضنا لديه حالة “تكاسل” بأن يضع “الكاش” في حسابه الجاري وينساه وكأنه يعمل أو تعمل لزيادة ودائع البنك الذي تتعامل معه! ويسحب مما لديه من رصيد حسب الحاجة والباقي يبقيه في البنك. هذا شخص لا يستثمر، كذلك هناك من استثمر أموالاً في عقار أو سوق الأسهم أو في ذهب أو عملات بما في ذلك العملات الافتراضية، ونسي الموضوع تماماً! مع تغيير الأحوال الاقتصادية لابد من تحديث سياستك الاستثمارية؛ ولا يعني هذا أن تسييل المحفظة مع كل مطلع فجر، ولكن أن تتابع الأخبار وتأثيراتها على ما أفنيت عمرك في ادخاره وتنمية، سواء قليل أو كثير، فهو مالك وعليك الاهتمام به ورعايته، كما ترعى أي شيء مهم لديك، بل أن إدارة مالك بالقدر الممكن من الحصافة هو مما يبعدنا عن السفه. ولا يعني هذا التقتير، بل يعني  أن تنفق عن وعي وتدبر، فأنت تقرر أن “تصرف ما في الجيب ويأتيك مافي الغيب” أو “على قدر لحافك مد رجليك” أو “القرش الأبيض ينفع لليوم الأسود”، لكن تذكر دائماً قرارك،  فعليك أن تكون متسقاً مع قرارك أياً يكن؛ فلا يصح أن تمارس عملياً أسلوب “اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب” ثم تتألم من أن ليس لديك فائض نقدي أو مدخرات! حتى إن كنت غير مكترث بأمر المال، فكذلك اتخذ سياسة إيجابية لتوظيف المال في أعمال الخير والإحسان، وإن كان لد وجهة نظر من تحصيل فوائد فخيار المرابحات متاح. أما أن يترك ماله “سبهللة” لدى البنك فهذه ثقافة علينا التخلي عنها؛ فالودائع هي مصدر له قيمة، فهي مصدر أرباح البنك نظير استخدامها في الاقتراض وتحصيل ريع.

لماذا تناول موضوع الكاش في الحسابات الجارية؟ بسبب أن “إدارة النقد” ينبغي أن تكون محوراً ارتكازياً في سياستك الادخارية/الاستثمارية، وهو مهم للأفراد والمنشآت على حدٍ سواء، فستجد أن في كل الشركات والمنشآت موظفاً أو وحدةً أو إدارةً مختصة في إدارة النقد، وحتى عند إعداد الميزانيات والقوائم المالية فقائمة التدفقات النقدية هي الأساس، بهدف توفير ما يحتاجه النشاط من نقد، لتتدبر الإدارة الأمر زيادة أو نقصاً. وعليك أن تمارس ذات الوظيفة بأن تدير النقد الفائض بأن تستثمره، تماماً كحرصك على تدبير قرض في حال احتياجك لمزيد من النقد.