3666 144 055
[email protected]
ChatGPT بلا شك تقنية رائعة، منذ اليوم الأول استحوذت على كثير من الانتباه وأصبحت من التقنيات المزعزعة كما يقال. تبين فيها قوة استخدام البيانات الضخمة واستخدام الذكاء الاصطناعي فيما يبدع فيه إلا وهو فهرست البيانات وترتيبها وتصنيفها والخروج بنتائج مذهلة. والمذهل فيها، تطور صياغة النتائج بسلاسة و بأسلوب لغوي يراعي قواعد اللغة حتى أصبحت شبه آدمية واعتقد ان كثير من الابتكار والتطوير في المستقبل يتجه لأنسنة الآلة.
وحز في نفسي ما يتردد بشأن التخوف من هذه التقنية حتى بلغ البعض درجة منع استخدامها وحجب الموقع. وهذا التخوف لا مبرر له ولا مسوغ. والأولى والاجدر ان نتعايش معها، بل ان نرتقي في اعتمادها وتوجيهها ولو تطلب الأمر إعادة النظر في أساليب المنظومة. فمثلا يمكننا أن نتقبلها في التعليم وتفريغ الباحث لجوهر البحث بدلا من صرف جل الجهد في فهرست مصادر وديباجة الأبحاث مما يمكن لهذه التقنية أن تخلقه في ثواني معدودة. ويمكن لهذه التقنية أن ترتقي بخدمات الدعم الفني للشركات والمؤسسات حيث توفر هذه التقنية حلا مثالي لفهم الاستفسارات والشكاوى والذي يعتبر جذر جودة الخدمة.
ولكن للمتحمسين لهذه التقنية، اقول حنانيكم، فلكل تقنية قصور ومساوئ. ومن قصور هذه التقنية والذكاء الاصطناعي عموما عدم القدرة على القيام بحوار مترابط ومتسلسل كما يستطيع طفل صغير مميز، فهذه التقنية “تجيب على اسئلة” فقط وتنتهي المحادثة الأولى وتبدأ محادثة ثانية بالسؤال الثاني ليس لها حظ ولا نصيب من السؤال الأول. والمحادثة مازالت عصية على الذكاء الاصطناعي، ولكنها ليست مستحيلة وهي مجال خصب للأبحاث وقد نفاجأ بتقنية جديدة قادرة على الحوار في المستقبل.
ومن مساوئ هذه التقنية – ولست هنا لاستنقاص هذه التقنية ومستقبلها -، ولكني أشير لاستخدام بيانات مفتوحة المصدر في هذه التقنية ومنها ويكيبيديا المعروف عنها عدم الدقة كما ذكر مؤسسيها. وتكلم كثير منّ الغيورين على اللغة العربية في الحاجة ل “اثراء المحتوى العربي” الالكتروني والحاجة لتنقيح الموجود في ويكيبيديا وغيرها من المصادر. لقد عانينا مع جوجل، بسبب قلة الجهود وضعف الموجود باللغة العربية، وفهرسته المواد المثيرة للجدل أحيانا والمخالفة لصحيح عقيدتنا او المشوهة لسمعة بلادنا في هذه المنصات والانترنت عموما.
واليوم خرج علينا ChatGPT وتفاسير للقرآن.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734