3666 144 055
[email protected]
مع كل ما تشهده أسواق النفط والغاز من طلب مستمر ومتزايد المدفوع بنمو الاقتصاد العالمي وتطور قطاعي النقل و الصناعة إلا إن صناعة النفط تشهد تحديات كبيرة تتعلق بالصناعات والأعمال المساندة المرتبطة بسلاسل الامداد في القطاع ، الأمر الذي يعطي حالة من عدم اليقين تجاه مستقبل هذه الصناعة.
وحيث أن المملكة العربية السعودية قائد صناعة النفط عالمياً كان لابد لها أن تستشعر التحديات التي من المحتمل أن توثر على مستقبل هذه الصناعة في اتجاهين مختلفين هما تأمين أهم مصادر الطاقة العالمية وحماية الاقتصاد العالمي من المخاطر التي قد تعيقه من النمو.
السلعة الأهم بالعالم والتي تسهم في أغلب السلع والخدمات في جميع الدول بلا استثناء ، ولكونها بهذه الأهمية أطلقت أرامكو السعودية برنامج اكتفاء في عام 2015 بهدف إنشاء سلسلة توريد عالمية متينة وصلبة تضمن استدامة أعمال منظومة صناعة النفط وذلك من خلال عدد من الأهداف الاستراتيجية.
من تحديات عالمية معقدة إلى فرصة تنموية واعدة
كان تأسيس برنامج اكتفاء بالمتانة والقوة التي يجب أن تكون وذلك من خلال تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد حيث يدعم البرنامج زيادة عدد المورّدين داخل المملكة وتحسين قدرات وإمكانيات سلاسل الإمداد المحلية.
عملاق النفط ” أرامكو” ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير حيث حول التحديات التي تواجه السلعة الأهم اقتصادياً إلى فرص تنموية وطنية حقيقية وذلك من خلال خمسة أهداف رئيسية:
1- توطين صناعة النفط والغاز والصناعات المساندة لها.
2- تمكين وتطوير القوى العاملة المحلية.
3- دعم البحث و التطوير.
4- تحفيز التصدير.
5- تطوير الموردين.
لا شك أن توسع أعمال شركة أرامكو يتيح العديد من فرص الاستثمار أمام القطاع الخاص حيث يقوم برنامج اكتفاء باستشراف التحديات التي من المحتمل أن تواجهها المشاريع المستقبلية للشركة وترجمتها لفرص استثمارية واعدة والتي يتم عرضها بشكل مستمر عبر موقع البرنامج بشكل واضح و دقيق وهو الأمر الذي يدعم زيادة إسهام القطاع الغير نفطي في الناتج المحلي.
تسعى أرامكو جاهدة عبر برنامج اكتفاء إلى دفع التعاون في القطاع من خلال الشراكات الاستراتيجية التي تعطي إلتزاماً واضحاً من قبل الشركاء لتحقيق أهداف البرنامج التنموية والذي بدوره يسهم في تطوير الموردين المحليين وتزويد المملكة بالابتكارات والتقنيات الحديثة من خلال عمليات البحث والتطوير وكذلك تعزيز توجه المملكة في الترويج كمركز عالمي للتصدير.
النهج الذي يسير عليه برنامج اكتفاء خلق نوعاً من التنافس في توطين أهم السلع والخدمات في القطاع، سباق بين الشركات العالمية في صناعة النفط والغاز لتوطين سلسلة القيمة في أعمالها لتتماشى مع النهج المتبع في اكتفاء ومع تقادم الوقت تزداد حدة التنافس بين الشركات العالمية لإبراز إسهاماتها في الأهداف التي يسعى لتحقيقها البرنامج الأمر الذي يدفع عجلة المستهدفات التنموية الوطنية.
بالنظر إلى الصورة الأشمل المتمثلة بالنموذج التشغيلي للبرنامج والكفاءة التي يدار بها هو بالفعل ما يجب أن تكون عليه آلية توطين الصناعة ومنهجية المحتوى المحلي وطريقة جذب الاستثمارات في المملكة حيث أن جميع هذه المدخلات تعمل تحت مظلة واحدة نحو نفس الأهداف المشتركة .
التنظيم المحكم والديناميكية العالية في منهجية اكتفاء تتناسب مع متطلبات المرحلة التي يشتد فيها الحاجة لإمدادات النفط عالمياً مع إضفاء طابع المرونة في العمل على الأهداف التشغيلية والمستهدفات التنموية في الوقت ذاته .
ختاماً لا يمكن إغفال دور البرنامج في خلق اقتصاد موازي للاقتصاد النفطي من خلال الاستفادة من حجم الإنفاق المستمر في العمليات التشغيلية للشركة ومن خلال المشاريع المستقبلية الأمر الذي يتيح إمكانية الاستمرار في تطوير النموذج التشغيلي للبرنامج على المستوى الوطني بتظافر أكبر من الجهات الأخرى في المنظومة.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734