الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أين أصبحنا على الخارطة البشرية في هذا الكون وكيف بات شكل الحياة على هذا الكوكب لقد تحولت منظومة رأس المال من محرك اقتصادي إلى كيان يدمر البشرية ،مثله مثل النار في الهشيم،فأصبحت جميع القطاعات الحياتية تحت لهيب ناره، وبتنا كغابة،القوي فيها يمحو الضعيف ويستغله،ومع هذا التفكك الإنساني، تزايدت المنظمات الإجرامية، وتمدد نطاق عملها بشكل خطير، حيث أصبحت هذه المافيات سيدة القرار بكثير من القطاعات، ومنها: المجال الأخطر على حياة الإنسان، قطاع الدواء.
فبعد جائحة كوفيد19 وظهور القطاع الطبي بضعف شديد في كل الدول، والحاجة الماسة للدواء، وجدت تلك المافيات فرصة ذهبية لتقوية نشاطها في المجال الطبي،ويأتي هذا الغزو لسوق الدواء والمستلزمات الطبية بسؤال عن سيطرة تلك المافيات ومن يقف وراءها بإستغلال دعم الدول للأدوية حيت أصبح هذا الدعم مصدر لجمع الثروات فقط.
وبالرغم من الملاحقة الدولية لتجار الدواء، وبتعاون العديد من الدول، مازالت تجارة الأدوية قائمة وفعالة حيث لا تخلو دولة من العالم الثالث من انتشار الأدوية المزيفة وحتى الدول المتقدمة.لكن ما سبب انتشار هذه الأدوية وكيف السبيل لمحاربتها؟
من المعلوم بأن خطورة انتشار الأدوية المغشوشة أكبر من خطورة أي شيء مزيف، بما في ذلك الغذاء لأن استعمال الدواء يأتي في حالات الضعف الإنساني الجسدي والنفسي، وتكون مناعة الجسم ضعيفة، وقدرة المناعة أو مقاومة الأمراض أضعف بكثير،مما يؤدي الى الموت المحتم عند استعمال تلك الأدوية والعقاقير المزيفة.
وتأتي صناعة الأدوية الأكثر إنتاجا حول العالم حيث تجاوزت 1.2 تريليون دولار خلال عام 2018 وقد تجاوز إجمالي مبيعات الأدوية المغشوشة 90 مليار دولار حسب إحصائيات “منظمة الصحة العالمية”. وبظل تدني الحياة الاجتماعية والاقتصادية في الدول النامية، وفي البلدان التي ترزح تحت وطأة الحروب، وبسبب سوء التغذية والإشراف الطبي، اتسع حجم سوق الأدوية، وبما أن الرقابة شبه مفقودة، إما بسبب الفساد في القطاع الطبي، وإما بسبب الجبهات المشتعلة التي تلعب المافيات الإجرامية دورها بسهولة، وبدون مجابهة أو مواجة السلطات المحلية.ولن ننسى السلاح الأخطر والأقوى في يد تلك المافيات وهو مساهمة مواقع الإنترنت التي تبيع دون وصفات طبية، والتي سهلت الوصول الى الأدوية الرخيصة وشرائها دون جهد أو مشقة.
وبعد اكتشاف أكثر من 900 صنف مغشوش حول العالم وبتقرير من منظمة الصحة العالمية، فما هي الأدوية المغشوشة ؟ فكل دواء تم تصنيعه بغير شركته الأصلية يعتبر مزور، وكل دواء لا يوجد عليه اسم الشركة المصنعة وبلد المنشأ فهو مزور، وكل دواء لا يحتوي على المادة الفعالة أو يحتوي على مواد غير فعالة أو يحتوي على مواد أخرى غير المادة الفعالة الأصلية فهو دواء مغشوش، كما أن أي دواء منتهي الصلاحية يعتبر دواء مغشوش مهما كان مصدره. ولمعرفة الدواء المغشوش يجب إتباع التالي:
_ شراء الدواء من الصيدلية فقط.
_ التأكد من عدم وجود أخطاء إملائية.
_ وجود الشريط الداخلي ومقارنة تاريخ الإنتاج وتاريخ انتهاء الصلاحية.
_ وجود ورقة الشرح عن محتوى الدواء وتركيبته. ويبقى دور الرقابة على المصانع وشركات الدواء من أهم عوامل الحماية.
ونختم من خلال ما تقدّم، أن تجارة الأدوية المغشوشة آفة تنخر المجتمع، ويجب التخلص منها وفي حال استمر الوضع على حالة سنقع جميعا في دوامة تجارة الموت.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال