الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
على الرغم من تشابه مصطلحي “الاستراتيجية” و”الخطة الاستراتيجية”، إلا أنه هناك اختلافات أساسية بينهما، وفي هذا المقال، سوف نتطرق إلى تلك الاختلافات من أجل توضيح أعمق لهما.
الاستراتيجية هي الفكرة الأساسية التي تتكون من رسالة ورؤية المؤسسة.. هي تحديد السبيل الأمثل لفهم ما الذي تهدف إليه المؤسسة في بيئة أعمال متغيرة، بينما الخطة الاستراتيجية هي خارطة الطريق وتحديد الوسائل لتحقيق وتنفيذ وقياس أداء وتقدم تلك الأهداف.
كمثال، الخطة الاستراتيجية هي تقديم خدمة مميزة للعملاء الحاليين لدى المؤسسة بتكلفة تنافسية، بينما الإستراتيجية هي تحديد ما إذا كانت المؤسسة تسعى نحو التميز العملياتي، أو زيادة الإيرادات وتطوير سمعة العلامة التجارية وفق هؤلاء العملاء، أو التحول المؤسسي، أو الاستكشاف والابتكار، أو التجارب والأبحاث، أو غير ذلك.
وبذلك، فإن الاستراتيجية هي الأساس وليست التخطيط ذاته، حيث تعنى الاستراتيجية بالجانب النوعي، والذي يربط بين الرسالة والرؤية وكفاءات المؤسسة ومواردها وقيمها.
والمكونات الرئيسية للاستراتيجية هي تحديد ووضوح نطاق العمل وما الذي ترغب المؤسسة في تحقيقه من أهداف للوصول الناجح إلى رسالتها ورؤيتها، والكفاءات المميزة، والقيم المتبعة، وكذلك المزايا التنافسية للمؤسسة من موارد وفرص.
ومن جهة أخرى، يعنى التخطيط، بشكل عام، بالجانب الكمي، وهو الأداة التي توازن الربح والمخاطر العامة والمبادرات والتدفقات النقدية للمؤسسة لضمان تحقيق أهدافها الاستراتيجية ونجاحها وتقدمها.
وتوجد ثلاثة مستويات من التخطيط: المستوى الأول هو الاستراتيجي Strategic والمستوى الثاني هو التكتيكي Tactical ويشمل الميزانية والموارد وهو غالباً تخطيط سنوي يربط أهداف المؤسسة الاستراتيجية بالبرامج والأدوات التي يجب تنفيذها وامتلاكها لتحقيق وقياس أداء وتقدم تلك الأهداف. أما المستوى الثالث وهو التخطيط العملياتي Operational فهو يشمل التشغيل اليومي والدوري داخل المؤسسة.
ونعود للمستوى الأول من التخطيط.. وهو الخطة الإستراتيجية… وهي خطة طويلة الأجل، تمتد نحو خمس سنوات، ويتم وضعها بناء على التغييرات المحتملة في بيئة الأعمال، من أجل استكشاف الفرص والتهديدات وتقييم نقاط القوة والضعف التنظيمية لإحداث التغييرات اللازمة وللحفاظ على الميزة التنافسية، وتعتبر أداة SWOT من أشهر الأدوات التحليلية أثناء هذا التخطيط، بالإضافة إلى أدوات أخرى مثل PESTLE و Porter’s 5 Forces وغيرهم من الأدوات المتنوعة المهام أثناء التحليلات.
وبالتالي، توضع الخطة الاستراتيجية لبناء إستراتيجية المؤسسة، ويتطلب وضع تلك الخطة فهم دقيق للسوق ونقاط القوة والضعف والفرص والتحديات التي قد تهدد النجاح للمؤسسة.
والخطوات الأربع للتخطيط الاستراتيجي هي المسح البيئي أو عملية جمع وتنظيم وتحليل المعلومات الأساسية التي تحتاجها المؤسسة استراتيجياً، ثم صياغة الخطة اللازمة وخارطة الطريق لتحقيق أهداف تلك الاستراتيجية، ثم تنفيذ تلك الخطة حسب تواريخ محددة، ثم تقييم الإستراتيجية والخطة المصاحبة لها حسب مؤشرات أداء محددة لقياس تقدم الأهداف المصاحبة لها، ومن ثم، اتخاذ قرار ما إذا كان هناك إحتياج لتحديث وتغيير توجه الاستراتيجية أو الخطة التابعة لها.
وأخيرا وليس أخراً، يمكن أن يكون لدى المؤسسة خطة بدون استراتيجية، بينما وجود استراتيجية بدون خطة هو قصة لها أهداف لم ولن تتحقق.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال