الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
خلال العقود الثلاث المنصرمة، شهدت غالبية القطاعات الاقتصادية تغيّرات هيكلية وجذرية، خاصة مع زيادة التعقيدات التنظيمية والتجارية والتعقيدات التي ورثها النظام المالي نتيجة عولمة رؤوس الأموال والأسواق بالإضافة إلى النمو الكبير في المعلومات والاتصالات. هذه التطوّرات المهمة انعكست على مستوى البنى التنظيمية للشركات مما تطلّب تحوّلات في المتطلبات الوظيفية لغالبية المواقع داخل المنظمة خاصة التنفيذية منها. المواقع المالية ليست استثناءً منها، فقد شهدت بدورها تغييرات واسعة فرضتها التحديات الكبيرة التي يواجهها أصحاب القرار في شتى القطاعات.
لم تعد سمات المدير المالي تقتصر على تمكنّه من إدارة العمليات المالية بمهارة، بل هناك ما هو أبعد، كإتقانه مهارات أخرى كمهارة التفاوض والحوار الفعالة، لتحقيق المشاركة الناجحة في اجتماعات مجلس الإدارة أو الاجتماعات الداخلية للشركة. فاليوم هناك قبول عند شريحة كبيرة من التنفيذيين للصلاحيات الواسعة التي يتمتع بها كثير من المديرين الماليين، حيث يعده البعض الذراع الأيمن للرئيس التنفيذي، وداعم أساسي لقراراته وقادر على التأثير على تلك القرارات.
ومع تزايد التحديات، فإننا نتوقع من المدير المالي أن يتخذ القرارات الحاسمة في كثير من الأحيان. سجل التداعيات القاسية لفايروس كوفيد-19 غدى معروفاً للكثيرين خاصة آثارها المدمرة على قطاع الأعمال. خلالها تعرضت العديد من الشركات الى خسائر مالية هائلة واضطر بعضها إلى الخروج من السوق. تبعات الصدمة فرضت على القياديين التنفيذيين للمنظمات إلى التعامل مع الموقف حسب ما يتطلبه بالمرونة والحسم اللازمين، يتصدرهم في ذلك التنفيذيين الماليين. ذكرت دراسة لشركة ماكنزي الموسومة “دور المدير المالي في مساعدة الشركات على تجاوز أزمة فيروس كورونا” الصادرة في مارس 2020، الدور الحيوي والمهم للمدير المالي في تجاوز تبعات “فايروس كورونا”. فقد بينت أهمية الدور القيادي للمدير المالي في نجاح واستقرار المنشآت خلال الأزمة ومن ثم مساعدتها في النمو. وأشارت إلى الخطوات الحاسمة التي يستخدمها المديرون الماليون للحيلولة دون انهيار المنشأة، وكذلك أبرزت قدرته، من خلال استخدام موقعه والمعرفة التي يتمتع بها دون غيره، في التأثير وإحداث تغييرات جذرية في استراتيجيات المنشآت في ظل الأزمات. وهو بدوره هذا لن يقتصر فقط على ضمان نجاة المنظمة والخروج من الأزمة، بل باستطاعته كذلك مساعدة الشركة على الازدهار بعد تجاوز الأزمة.
لذلك عند استقطاب المدير المالي تحرص المنظمات على سمات ومهارات عالية معينة بحسب توجّهات ومتطلبات الأسواق الحديثة. ويتأنى الكثير من الرؤساء التنفيذيين عند البحث لحساسية الدور الذي يلعبه المدير المالي. لكن ما هي أبرز هذه السمات أو المهارات؟
يمكننا هنا إدراج أهمها:
* توفر الجدارة والخبرة المالية والإلمام بإدارة الأموال وسبل استثمارها وهذا هو جوهر العمل المالي. هذا بالإضافة إلى إدارة التدفقات والنفقات المالية والقدرة على إدارة علاقة بنّاءة مع إدارات البنوك والمؤسسات المالية والموردين والعملاء.
* قدرته على تقديم رؤية مشتركة للمنظمة ولموظفيها وأصحاب المصلحة الرئيسيين الآخرين. وقدرته على إثبات تمتّعه بمواصفات القائد الفعال واستعداده التام للاندماج التام كعضو رئيسي في الإدارة العليا.
* امتلاكه مهارة تقديم منظور متكامل عن المنظمة من خلال موقعه وكذلك قدرته على الإلمام بنشاطاتها. وفهم آثار القرارات الاستراتيجية والتنفيذية على أداء المنظمة ككل وكذلك على مركزها المالي.
* معرفته بالتقنيات الرقمية المعاصرة ونظم التخطيط المؤسسي وكذلك استخدام القواعد البيانية وتحليلها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال