الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
التعليم لا غنى عنه للفرد والمجتمع، فبدونه سيكون هناك فقدان لجميع المعارف المتراكمة للأعمار وجميع معايير السلوك، ومن هنا كان اهتمام أغلب إن يكن كل دول العالم مرتكز على محور التعليم بكافة مراحله بدْاً من مدخلاته مرورًا بعملياته وانتهاء بمخرجاته.
هذا الاهتمام نتج عنه وضع العديد من المؤشرات والمعايير التي تقوم بتصنيف وترتيب وتمييز جميع خطوات ومراحل وفقرات التعليم في دول العالم، وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر منها مؤشر شنغهاي، مؤشر بيرلز، مؤشر تيمس، ومؤشر بيرسون للتعليم.
وسوف يتم التركيز في هذا المقال على مؤشر بيرسون حيث إن مؤشر بيرسون للتعليم والمهارات المعرفية والتحصيل التعليمي العالمي؛ هو مؤشر عالمي سنوي يقوم بتحديد وتصنيف الدول حسب تقدمها في التعلم والتعليم بناءً على عدة اختبارات دولية منها: اختبار مدى التقدم في القراءة والكتابة الدولي (بيرلز)، اختبار الاتجاهات الدولية في الرياضيات والعلوم (تيمس)، واختبارات برنامج التقويم الدولي للطلبة (بيزا).
وفي مقال هذا الأسبوع سوف نتعرف على الخمس دول المتقدمة في تصنيف مؤشر بيرسون للتعليم خلال العشر سنوات الماضية ، حيث إنه خلال هذه السنوات جاءت خمس دول متقدمة في هذا المؤشر وهي: كوريا الجنوبية، سنغافورة، هونج كونج، فنلندا، وأخيرًا اليابان.
حيث تمتلك كوريا الجنوبية نظامًا تعليميًا فريدًا يؤهلها لتكون الدولة صاحبة أفضل نظام تعليمي في العالم، وذلك وفق تقييم بيرسون العالمي، وتعد “الفلسفة الكونفوشيوسية” أحد أبرز ملامح النظام التعليمي الكوري وتعني قدسية التعليم؛ حيث يذهب الأطفال في كوريا الجنوبية إلى المدرسة 7 أيامٍ في الأسبوع، وفي الواقع لم يجئ النظام التعليمي الكوري في مقدمة الأنظمة التعليمية الأنجح على مستوى العالم من فراغ؛ إنما جاء ذلك نتيجة عدة عوامل ساعدتهم على إخراج أطفال قادرين على التعلم ذاتيًا وعلى اكتشاف مواهبهم في إطار بعيد عن نمط التعلم النمطي.
وتعد سنغافورة قصة نجاح استثنائية، إذ إنها بأقل من 50 عاماً تحولت من جزيرة فقيرة ومعدومة الموارد مع غالبية من الأمية، إلى دولة تضاهي الدول المتقدمة الأكثر تطوراً. حيث إنه بعد الاستقلال عن ماليزيا في عام 1965 أدرك رئيس الوزراء السنغافوري (لي كوان يو) أن التعليم هو السبيل الوحيد الذي يمكن أن يجعل سنغافورة متقدمة في كافة الاتجاهات على مستوى العالم؛ وبالفعل شرع ببناء نظام تعليمي يتسم بالجدارة وقد شكل الأنموذج اللازم لتحقيق النواحي الاقتصادية التي أوصلت ما عليها سنغافورة اليوم. ويمتاز النظام التعليمي السنغافوري بالمعلمين والمديرين ذوي الكفاءات العالية.
واهتمت هونج كونج بالتعليم الذاتي بدلاً من طرق التعليم التقليدية القائمة على التلقين والحفظ. حيث اهتم نظام التعليم بهونج كونج بالطالب وبالكشف عن ميوله واهتماماته، وحرص على مرور الطالب نهاية كل فصل دراسي باختبارات عملية ونظرية لقياس مستوى مهارات الطلاب.
وبالإشارة إلى فنلندا فلقد تغير وجه التعليم فيها واحتلت القمة في نتائج برنامج تقييم الطلاب بيزا، حيث يقوم التعليم في فنلندا على مبدأ تحويل التعليم من مجرد وسيلة لتحقيق المال والمكانة إلى متعة كاملة.
واهتموا في اليابان بدارسة العلوم والرياضيات لتحقيق التقدم العلمي والاقتصادي، ولم يغفلوا عن الجانب الأخلاقي الذي يقدسونه ويولونه قدرًا كبيرًا من الاهتمام بدرجة توازي الاهتمام بالعلوم الأكاديمية وهو ما انعكس بشكلٍ إيجابي على سلوكيات وأخلاق الجيل الناشئ. حيث تسلط اليابان الضوء على تنمية مهارات الإبداع والابتكار لدى الطالب في ضوء ما تعلمه، وتهتم بتعزيز قدرة الطلاب على الاختراع، كذلك تعتمد اليابان نظامًا تعليميًا يوظف التكنولوجيا الحديثة لمواكبة احتياجات العصر.
وبقي أن نشير إلى أن التعليم يُعتبر اللبنة الأساسية والرئيسة لنجاح مختلف النواحي الأخرى سواء الاقتصادية، أو الصحية، أو الاجتماعية، أو السياحية …الخ، وهذا ما جعل المملكة تجعله في مقدمة الاهتمامات في ميزانيتها السنوية بحيث كانت ميزانية التعليم في المملكة خلال العقود الماضية تتراوح بين 18 % و21 % من الميزانية العامة للدولة، وهذا وإن دل فهو يدل على أن التعليم في مقدمة اهتمام قادة دولتنا حفظهم الله.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال