الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
حين نشاهد تكتلات الشركات ذات التخصص التقني، أو المهتمة بالذكاء الاصطناعي، وغيرها من ذوات الاهتمام بالتقنيات المالية تعزز من تواجدها في مناطق محددة دون غيرها، تتبلور في الذهن أفكار حول الازدهار الاقتصادي للمنطقة. المعرفة والمواهب والمهارات هي وقود النجاح، وكل ذلك يعمل بطبيعة الحال على تبلور الأفكار وتطويرها لتتحول إلى مشاريع جديدة تخدم الاقتصاد في خلق فرص وظيفية جديدة، وصناعة مجموعة من التوجهات التي تعمل على تسريع عجلة التطور من حولنا. هذه العلاقة التي نقرأها من خلال مؤشرات التحول من حولنا تساهم دون أن نلحظ في صناعة نمط جديد للحياة، وتحسين جودتها رغم أن ذلك يحصل دون أن نشعر، أو نعير له أي اهتمام. وحتى لو نظرنا للمسألة من منظور تنويع الأنشطة الذي يسمح للضوء نحو المستقبل بالبزوغ في أبعاد جديدة فنحن بالتأكيد نسعى لذلك مع الأخذ بعين الاعتبار بأن خدمة المنظومة الاقتصادية هي الأساس.
عندما لاحظنا خلال العشر سنوات الماضية سعي الكثير من كبريات الشركات في القطاع التقني بالاستثمار في توجهات جديدة ربما لا يراها البعض تتقاطع مع صميم عملها كنا نتساءل عن الأثر الاقتصادي، والمردود المالي لهذه المشاريع. اختبار التوجهات العامة للتقنية هو أمر مستساغ، ولابد من السعي له، لكن الانغماس في أفكار جديدة والإيمان بها دون أن نشاهد بوادر للنجاح هو ما نخشاه ونتخوف منه جميعا. وحتى لا يكون الحديث هنا تنظيريا فقط فأنا أحب أن أعرج على بعض الشركات التي نعرفها جميعا، وما لاحظناه وسمعنا عنه من تسريح لأعداد كبيرة من موظفيها خلال العام الماضي. في ” السيليكون فالي” تحديدا سمع الكثير منا وبدأ يتعجب مما يتبادر في وسائل الإعلام حول التطورات المتسارعة والصعوبات الاقتصادية التي بدأت تلقي بظلالها على شركات يعلم الجميع إلى أي درجة تهتم بالابتكار وتؤمن به في أعمالها. ومن وجهة نظري الشخصية فإن الابتعاد عن أساس عمل هذه الشركات، والاتجاه إلى أفكار جديدة مع الاستثمار بشكل كبير في تلك الأفكار لسنوات متتالية خلق حاجز، ووضع بعض العقبات أمام استمرار واستدامة مسيرة النجاح. شركة مثل “جوجل” على سبيل المثال بزغ نجمها في بداية الألفية بتطوير محركات البحث والتخصص بشكل دقيق فيه، حتى لم تعد باقي الشركات قادرة على منافستها، وليس أدل على ذلك من قصة شركة ” ياهو” على سبيل المثال. لكن الابتعاد من فترة لأخرى عن هذه الركيزة، والتوسع في الاستثمارات بات يكشف عن التحديات الحقيقية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. صحيح أننا يجب أن نستفيد من الفرص ونلتقطها، فلا ندعها تمر مرور الكرام، لكن يجب أيضا ألا نسمح لتلك الفرص الجديدة أن تلتهم نجاحاتنا السابقة دون أن نشعر.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال