دور الإبداع الإداري في تطوير المنظمات

إن لم يكن الإبداع أهم أعمدة نجاح المنظمات الناجحة والمتميزة، فلن يسبقه أي محور أخر..

ركزت منظمات الاعمال سواء الحكومية او الخاصة على ضخ الإبداع في أوردة خططها وأدائها وإنجازها ومشاريعها، سعيا لإحداث نقلة نوعية وتطوير عالي المستوى، وتغييرات عصرية تواكب حداثة وأتمتة أساليب وطرق العمل الإداري تدعم المنظمات الحديثة كافة الأفراد بمختلف مستوياتهم إلى تبني السلوك الإبداعي للرفع من نسبة كفاءتهم وفاعليتهم ومن ثم ولائهم وانتمائهم للمنظمة.

وللإبداع أركان رئيسية يقوم عليها لعل أبرزها هو وجود مناخ تنظيمي خصب لنمو الأفكار الإبداعية وبيئة إدارية مؤمنة بأهمية ودور الإبداع ، في حين يعتبر تفويض السلطة هو الركن الثاني ومن خلالها يتم صقل المواهب وتنمية وإكساب الخبرات، وتهيئة الموظف للممارسة الأدوار بكل ثقة واقتدار ، وخوض التجارب من واقع مهام الدور، كما يرتكز الابداع على محور ثالث من خلال توسيع نطاق المشاركة في اتخاذ القرارات، ومنح المرؤوسين فرصة لإبداء الرأي وتقييم القرار ودعمه بالأفكار والمقترحات وإعطائهم فرصة للطرح والحوار بحرية واستقلالية .

فالإبداع الإداري يتضمن في الغالب إيجاد وخلق تطوير مستمر في الأنظمة الإدارية بحيث تكون مختلفة عما كانت عليه، وتؤدي إلى نتائج إيجابية بشكل مباشر أو غير مباشر الإبداع الإداري يدخل أيضا ضمن معنى التغيير الذي ينطلق من فكرة جديدة تهدف إلي إيجاد أو تحسين عملية إدارية ، أو تطوير خدمات معينة تقدم للجمهور بشكل أجود .

لاشك أن جميع الإبداعات الإدارية ترتكز على التغييرات المدروسة في حين يجب الانتباه الى أنه ليست كل التغييرات التي يحدثها المديرون والعاملون تصنف كإبداعات.

كما يمكننا تصنيف المبدع في مجال الإدارة والأعمال الى أنه الشخص الجريء والقادر على خوض المخاطرة، والذي يحاول التفكير بطرق وحلول ونماذج جديدة للعمل ، كما أنه يتميز بالقدرة على تصّور بدائل عديدة وحلول مطروحة للمشكلات، ويمتلك قدرا عاليا من الثقة بالنفس وبالآخرين، والجرأة على إبداء الآراء بطريقة واضحة وعملية ..

ولعلنا نختم هذه المقالة بالتشديد على ضرورة امتلاك المدراء والقادة باختلاف أدوارهم، ومهامهم على مهارة وملكة الابداع ، وأن يكونوا مبتكرين في أفكارهم وأساليبهم وخططهم ، وأن تكون لديهم مساحة إدارية تحفيزية واسع يستطيع من خلالها مرؤوسيهم المساهمة بعملية الابتكار …