صفقة النصر وكريستيانو .. فرص التسويق وتحديات التأثير الاعلامي

توقيع نادي النصر السعودي مع النجم الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو، حدث عالمي من الدرجة الأولى. تصدر نشرات الأخبار، وأصبح حديث العالم، وهذا أمر متوقع مع ثورة التواصل الحالية التي أضافت إلى مهارات اللاعبين وقدراتهم، إمكانيات إعلامية وتواصلية خرافية تضاهي إمكانيات شركات ودول.

بعيد عن المبلغ المالي للتعاقد الذي يقال إنه يناهز (1500 مليون ريال)، فإن (الدون) كما يحلو لمحبيه يملك شعبية طاغية، إذ يكفي أن نعرف أن عدد متابعيه المباشر على منصات التواصل الاجتماعي يناهز 700 مليون كأعلى رقم في العالم، وتأثيره يصل لأكثر من مليار نسمة على سطح الكورة الارضية يوميا. بالتالي، فإن النادي السعودي لم يتعاقد مع لاعب يركل الكرة، ويسجل الأهداف محليا وقاريا، بل سيضيف نكهة عالمية ويضع المملكة والرياضة السعودية ونادي النصر تحت المجهز يوميا ولحظيا، ويعزز من المداخيل المالية للنادي وللرياضة السعودية.

المطلوب تسويقيا وتواصليا وإعلاميا حاليا من نادي النصر لتحقيق الغاية التي تم من أجلها التعاقد يمكن أن ألخصه في 7 مقترحات تشبه رقم اللاعب الأسطورة، وهي على النحو التالي:
1- إطلاق خطة تواصلية استراتيجية (عاجلة) تراعي المرحلة الحالية، وتستعين بخبراء في المجال، والتعاقد مع شركات عالمية متخصصة لترسم المسار الجديد، فقد انتهى زمن الاستعانة بالهواة والمتعاونين، والانغماس بالمناكفات الإعلامية المحلية.

2- أن ترتكز الاستراتيجية الجديدة على تحديد مستهدفات عددية وكمية، على صعيد المتابعين والتأثير، باستهداف إضافة بين 100 – 200 مليون متابع لحسابات التواصل الاجتماعي في السنة الأولى، ليكون للنادي حضورا عالميا، ووضع مستهدف للتأثير بحيث يصل إلى 500 مليون متابع على الأقل. إن ذلك سيكون أفضل استثمار مستقبلي للنادي.

3- تغيير (الخطاب الإعلامي) ليكون عالميا، بحيث لا يكتفي بالخطاب الإعلامي المحلي التقليدي، ويتم ذلك من خلال مراعاة طبيعة مخاطبة المنصات وخاصة (الانستغرام – الفيسبوك – السناب تشات) بالإضافة إلى تويتر الذي يحظى بمتابعة أكبر في العالم العربي.

4- تطوير صناعة الوسائط المرئية والفيديوهات، لأنها الأكثر انتشارا، ويمكن تناقلها في وسائل التواصل بشكل سهل، وتسهم في جذب المتابعين، وتجبرهم على قضاء ثواني أكثر على منصات النادي. (لاحظ أن النادي لم ينتج حساب النادي أي مقطع مرئي رغم مرور أكثر من 48 ساعة على إعلان التعاقد).

5- تطوير البوابة الالكترونية للنادي، وللمتجر الخاص، لتتواكب مع المرحلة الجديدة، وبلغات مختلفة، وإعادة إنتاج تاريخ النادي ورموزه، وإضافة خدمات لحجز الرحلات، والفنادق، ومعلومات شاملة عن حساباته على مواقع التواصل، والرد على الاستفسارات أولا بأول.

6- تغيير طريقة إنتاج المواد الإعلامية بشكل فعّال، على سبيل المثال لا يكفي وضع (بوستات) مباريات الفريق أسم الفريق الذي سيقابل فريق النادي بطريقة تقليدية كما يحدث حاليا، بل التعريف بالمنطقة من ناحية المسافة عن الرياض – أبرز معالمها (على سبيل المثال عندما تلعب في الدمام، فإنه من المناسب التركيز على أنها مدينة الطاقة العالمية – وفي حائل التركيز على التعريف بأسطورة الكرم العربي – وفي جدة، اختصار قصة موقعها التاريخي، وبلد أمنا حواء … وهكذا). مع التركيز على الخرائط التعريفية، ووضع ترددات البث، وروابط الوصول لمنصات النادي، ومواعيد المباريات بتوقيت عالمي، وأبرز المواقع العالمية.

7- إنتاج أهزوجة عالمية للنادي، والاستعانة بمشاهير عالميين في هذا الإطار، سواء بالكلمة أو اللحن، لتكون إيقونة مشهورة عالميا، ولغة مشتركة لجماهير النادي واللاعب والمتابعين عموما.

باختصار، نادي النصر مطالب بتشكل فريق عمل يمكن أن نسميه ضمنيا (وزارة إعلام نادي النصر) يواكب هذا التطوير، ويكون بداية التأثير عالميا، ويسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 على صعيد الأندية الرياضية.