الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كل إنسان بطبيعته يبحث عن المحيط والبيئة التي تُشعره بالسعادة، بالراحة، بالإنجاز والتقدير، فلن ينمو ويتطور ويعطي حتى في مجال عمله إن كان في بيئة تقوم على أساس المحسوبيات والمصالح الشخصية في التعيين والترقية.
فمن أكثر التصرفات المستفزة واللا أخلاقية والتي تصدر عن بعض القياديين في المنظمات (على اختلاف حجمها) هو استقطاب أشخاص لاعتبارات شخصية، إما لعلاقة صداقة أو قرابة وليس لمؤهلات أو إمكانيات أو قدرات مهنية، وهو ما يسمى عُرفاً بالإنزال المظلي (الباراشوت).
هذا الإخلال في ميزان العدل الوظيفي قد ينجم عنه ضياع حق كثير من أصحاب الخبرات والمواهب المميزة في الحصول على فرص وظيفية أو ترقيات قد تم منحها لشخص بعيد كل البعد عنها معرفياً، مهارياً وأحياناً أخلاقياً.
وهذا بدورهِ قد يخلق انقساماً داخلياً بين الأفراد ويؤدي لوجود شحناء وخلافات قد تكون بذرة لنواة بيئة وظيفية مسمومة، مما ينعكس سلباً على أدائهم ويكون بالتالي الضرر الأكبر على المنظمة ككل، ويحضرني هنا قول ابن خلدون ( العدل إذا دام عمّر والظلمُ إذا دام دمّر) .
وبعد فترة قد لا تطول وبمجرّدِ مغادرة الداعم ( المظلة) لأي سبب كان، ينكشف الضعف وتظهر السوءة فيسقط الباراشوت.
المشكلة هنا لا تكمن في ضعفه، بل في تصديقه لكذبة كفاءته والتي طالما عاش في ظلها طوال فترة بقاء تلك المظلة التي تحميه من سياسات النظام وقوانين المنظمة.
هناك موظفين كُثر قد تعبوا وكدحوا واجتهدوا على أنفسهم وبدأوا من الصفر (وما ضعفوا وما استكانوا) حتى وصلوا لمستوى مهني عالي ينقصه فقط إيمان القياديين بهم لإثبات إبداعهم وتمكّنهم المهني وبالتالي تحقيق إنجازات غير مسبوقة للمنظمة.
أقول وبكل صدق .. صحيح أننا في زمن بدأت تنحسر فيه المحسوبيات ولله الحمد إلاّ أننا نتمنى اختفائها تماماً من بيئات العمل ليأخذ كل ذي حقٍ حقه، فلا تُوجد فضيلة منطقية وعظيمة حقاً كالعدالة .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال