الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بالرغم من تحفظي على أكثر ما جاء على لسانه في مقابلته الأخيرة مع المتألق دائما، المحاور المرموق الأستاذ/ عبد الرحمن ابو مالح، في بودكاست فنجان، الا انني اتفق تمام الاتفاق مع ما جاء على لسان المهندس المعماري، الدكتور/ عبد الله الجنيدب، وبالتحديد في ما يتعلق بديناميكية و نجاعة المدن ذات الطرق الشبكية مقارنة بغيرها من المدن الاخرى التي اتخذت لطرقها تصاميم دائرية أو ممتدة الى شبه ما لا نهاية.
حيث قام المهندس/ الدكتور بمقارنة مدينتين أمريكيتين، وهما مدينة واشنطن دي سي، العاصمة السياسية للولايات المتحدة الأمريكية، ومدينة نيويورك، العاصمة التجارية. حيث ذكر الضيف بانه بالرغم من كل الاجتهادات الهندسية في تصاميم طرقات مدينة واشنطن دي سي، الا انها كانت وما زالت تفتقر الى الكثير من الانسجام والترابط بين احياءها. في المقابل يجد الضيف بأن مدينة مثل مدينة نيويورك ذات الطرق الشبكية (المتقاطعة) يمكن لقاطنيها الانتقال من النقطة ا إلى النقطة بدون معاناة تذكر.
حقيقة كنت اتمنى من الضيف الكريم ان يذكر مدينة الخبر الشمالية في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية كمثال واقعي لمقارنته واستدلاله، عوضا عن مدينة نيويورك الأمريكية، حيث كان أغلب مشاهديه ومستمعيه في بودكاست فنجان من السعوديين، و يعرفون مدينة الخبر اكثر من معرفتهم بمدينة نيويورك.
على أية حال، وبغض النظر عن عنصري المقارنة (مدينة واشنطن دي سي و مدينة نيويورك)، من واقع تجربتي المعيشية في مدينة ذات طرق شبكية متقاطعة، أجد بان التصميم الشبكي للمدن عملي و فعال، خاصة في المدن الصغيرة مثل مدينة الخبر، أو المدن متوسطة الحجم مثل مدينة نيويورك. علما بأن كثرة التقاطعات وقصرها ببن المبنى والآخر قد يصاحبها بعض التحديات مثل الازدحام في بعض أوقات الذروة، وكذلك كثرة الحوادث عند تقاطع الطرقات. هذا ما شاهدته وعشته لأكثر من عشرون عاما في مدينة الخبر. حيث تعد كثرة الحوادث المرورية في التقاطعات من أبرز عيوب العيش والقيادة في مدينة شبكية التصميم، وهذا يعود لكثرة تقاطع شوارعها الداخلية، وعدم احترام كثير من قادة المركبات لإشارة “قف”.
لذلك ومن هذا المنبر الاعلامي الاقتصادي المهم، اقترح على إدارة المرور وبالتعاون مع الامانات في جميع مدن المملكة، وتحديدا في المدن ذات الطرق الشبكية المتقاطعة، القيام بتركيب كاميرات متحركة و مخفية عند تقاطع الطرقات، مع امكانية تغيير أماكنها باستمرار. حيث تعمل تلك الكاميرات على رصد المخالفين من الذين لا يحترمون إشارات المرور بوجه عام، واشارة قف بوجه خاص، حيث يتسبب كثير من السائقين الغير ملتزمين بالأنظمة المرورية بحوادث مرورية من السهل تجنبها وتفادي الخسائر المادية والإنتاجية الكبيرة الناتجة عنها. خسائر تكون في الغالب مكلفة جدا على الافراد وكذلك قطاع الاعمال. حوادث تكون في بعض الأحيان وخيمة النتائج على أصحابها، و يمكن تجنبها بكل سهولة لو قام السائق باحترام القانون، والتوقف عند إشارة قف.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال