الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
رمَقتْهُ يجْلُو بالأراكَةِ ثغرَهُ قالتْ بلا وعيٍ: أريدُ أرَاكَا: فرمَى لها عُودَ السِّواكِ فغَمْغَمَتْ خَجلًا وقالتْ: لا أريدُ سِوَاكَا!
صادف الأسبوع الماضي احتفالية العالم بلغة الضاد، وسعدتُ بالمبادرات الكثيرة للغة العربية، خاصة زيادة المحتوى العربي في فضاء الإنترنت، ومن تلك المبادرات ما هو مؤسسي، ومنها الفردي لأشخاص أخذوا على عاتقهم زيادة المحتوى بترجمة المفيد للغة العربية ومنهم “عبدالله الرخيص”.
العمل لا بدّ أن يكون مدفوعًا بحاجة، والحاجة كبيرة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي باللغة العربية في التعليم خاصة، كما أن الحاجة كبيرة لفهم اللغة العربية لتحليل ما يُكتب في مواقع التواصل الاجتماعي.
ونماذج فهم اللغة بالذكاء الاصطناعي إما متخصصة ومخصصة للغة معينة، أو نماذج عامة يمكن أن تُستخدم لكل اللغات باعتبارات دلائل إحصائية، مثل موقع الكلمة من الجملة، والكلمات المستخدمة معها عادة، وغيرها من الطرق الإحصائية، هذه الطرق والأدوات جميعها طوّرت للغة اللاتينية، وحققت نجاحًا مقبولًا حتى مع اللغات الأخرى.
واللغة العربية تختلف عن غيرها من اللغات، وكما ذكرت لأحد زملائي: إن استخدام هذه الأدوات الشاملة للغة العربية كمن يُفرغ حمولة شاحنة في سيارة صغيرة، فهذه الأدوات لا تستطيع أن تستوعب قوة اللغة العربية ولا قوة مفرداتها ولا قواعدها، وخير مثال على ذلك ركاكة الترجمة الآلية للنصوص.
استخدام الذكاء الاصطناعي للغة العربية يحتاج إلى أدوات متخصصة للغة العربية، ومنها على سبيل المثال “التجذير” أي إعادة الكلمة إلى جذورها، واللغة اللاتينية مخدومة في هذه المجال، ولكنها شبه معدومة للغة العربية ما عدا جهود خجولة من طلبة الجامعات، وأبحاث نظرية بحتة في أروقة المؤسسات الأكاديمية.
استخدام الذكاء الاصطناعي للغة العربية يحتاج إلى قواعد بيانات مصنّفة ومتاحة للجميع، أو ما يُطلق عليها “بيانات التدريب”، هذه البيانات غير متوافرة بشكل كافٍ، ولا تخدم جميع مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي، وبسبب اعتمادها على الجهود الفردية فهي غير دقيقة ولا يمكن الاعتماد عليها.
أن الحاجة كبيرة والأدوات قليلة، ولا بدّ من عمل مؤسسي يُدعَّم ماليًا، وأبحاث في الجامعات تُترجم إلى منتجات قابلة للاستخدام، والا سنظل في فلك الاحتفالات الشكلية والمجهودات الفردية، ونقبل بترجمة toothpick لكلمة “سِوَاكَا” في البيت أعلاه.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال