الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كما نرى جميعاً ان الحركة الفنية في المملكة دارت عجلتها مجدداً وأصبحت في مقدمة الاهتمام على كافة المستويات ومن ضمنها الحركة السينمائية، وكما نرى سنوياً الحدث العالمي المقام في جدة وهو مهرجان البحر الأحمر السينمائي، نرى وجوه السينمائيين الأجانب من جميع أنحاء العالم، وأصبحنا نرى إلى جوارهم على البساط الأحمر Red Carpet نجوماً سعوديين، يتلمسون خطواتهم الأولى في عالم صناعة السينما، من مخرجين ومنتجين وممثلين ومصورين وكتاب وغير ذلك، وحتى كمدير مهرجان سعودي فخم بكل المعايير مثل محمد التركي، ورئيسة مجلس إدارة سعودية راقية مثل جمانة الراشد.
لكن الواقع يقول ان افلام المهرجانات، رغم قيمتها الثقافية والفكرية العالية، نادراً ما يصل أحدها ليكون في مقدمة مبيعات شباك التذاكر، بينما نجد افلاماً شبابية خفيفة تمثل، وتعبر عن المجتمع، تفوز بقمة شباك التذاكر، وهذا أمر ملحوظ عالمياً، اما على المستوى المحلي -السعودي- فإن اغلب جمهور الرياضة السعودية الذي يشكل الفئة المستهدفة لشباك التذاكر من الأجيال الحالية والسابقة كانوا في السنوات الماضية لديهم انطباع يحدد سلوكهم تجاه الفيلم السعودي، فتجد عزوفاً كبيراً عن حضور الفيلم السعودي، ليس لعدم إيمانهم بها، لكن الأمر لا يتعدى كونه فكرة راسخة من سنوات طويلة عن ضعف مستوى الإنتاج بكافة المستويات، فتجد الشاب والشابة السعوديين، يتركون الفيلم السعودي ولا يمكن اقناعهم بمشاهدته حتى لو افترضنا توزيع تذاكر مجانية!!. بينما تجد غالبية هؤلاء الشباب والشابات ذاتهم يسعون بنهم لحضور الأفلام الأمريكية الشهيرة مثل افتار وغيره، بلا مبرر واضح سوى الفكرة الراسخة حيال ضخامة الإنتاج السينمائي الامريكي، وبالتالي سيكون الحضور مبنياً على الأفكار، ونتذكر مقولة الفنانة ديمي لوفاتو في كتابها “كن قوياً ٣٦٥ يوم بالسنة” حيث اوردت مقولة مقتبسة تتحدث عن خطورة الأفكار: “غير افكارك، ستتغير حياتك”.
كانت السينما السعودية -حقيقةً- حلماً توقع البعض انه صعب او مستحيل التحقيق، فكل المعطيات تشير إلى أن توطين الصناعة، وتراكمية نموها وتوفر عمالة ومواهب ماهرة محلية، أمر ليس بالسهولة، وان تحقق فلن تكون جودته مثل دول مرت بخبرات تراكمية طويلة بما يقارب المائة عام، ولكن المشكلة “الايجابية” ان السعوديون لا يرضون الا بالقمة، ولكن نتذكر المقولة: المستحيل ليس سعودياً.
نعم لم يكن المستحيل سعودياً في مباراتنا ضد الارجنتين في كأس العالم في قطر ٢٠٢٢، وأيضاً لم يكن المستحيل سعودياً عندما وقع الحدث التاريخي الذي لم يتوقعه احد، لقد اعتلى الفيلم السعودي “سطار” قمة شباك التذاكر السعودي، وتجاوز بذلك الفيلم الامريكي الذي يغزو حالياً شباك التذاكر العالمي”افتار”، ورغم تفوقه العالمي، لم يتفوق افتار على ابنائنا المحليين ذوي المستوى العالمي، نعم فاز البطل ابراهيم الحجاج ورفاقه، وانكسرت تابوهات هوليوود مع بداية العام الجديد ٢٠٢٣، وسيفسح المجال لغيره من صناع الأفلام السعوديين لتولي القمة، وأولهم طبعاً فيلم “الهامور” للنجم فهد القحطاني وأحد أبطاله النجم خالد يسلم وإخراج عبدالاله القرشي، واتوقع لهذا الفيلم نتائج إيرادات تاريخية لشباك التذاكر كما حدث في سطار وأكثر.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال