الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قبل حوالي السنتين تقريبا كنت قد تحدثت في حلقة بودكاست حول موضوع “تأثير هوية رائد الأعمال على المشروع الريادي” وفي ذلك الوقت كنت أطرح تساؤل عما إذا كانت العلامة التجارية لشركة ” تسلا” للمركبات الكهربائية تكسب شهرتها من شهرة وشخصية مالكها، أم أن التقنية الثورية التي أحدثتها في صناعة النقل هي بالفعل السبب الأساسي في شهرتها؟ وقبل أن أتحدث عن التفاصيل التي تفرض نفسها خلف كل وجهة نظر، فإنني أجد نفسي اليوم أعود لأتذكر تلك الحلقة مع الأخبار المتداولة في وسائل الإعلام المختلفة عن استطلاعات الرأي بخصوص شعبية الشركة نفسها، والتي تشير إلى انخفاض شعبيتها لدى الجمهور بعد أن قام ” إيلون ماسك ” بشراء شركة ” تويتر”
صحيح أن الأرقام لا تكذب، ولكن دعونا نحلل الموضوع من عدة جوانب، فعندما ترتبط سمعة العلامة التجارية بسمعة رائد الأعمال أو المؤسس فهي بطبيعة الحال تدخل في دوامة الارتباط الممزوج بالمخاطرة من واقع أن انطباعات الجمهور، وقد تصبح ذات علاقة بمواقف شخصية مع المؤسس وآراءه الشخصية. ومن هنا فقد تنساق بعض المشاعر الشخصية ليتعدى الأمر هذه المرحلة ويصبح البعض غير مؤمنين بالمشروع الريادي من الأساس. لذلك نستطيع أن نقول بأن استقلالية سمعة العلامة هي أمر يجب أن يؤخذ على محمل الجد. وبالعودة إلى استطلاعات فهي اليوم تشير إلى انخفاض حاد في عدد الأمريكيين الذين لديهم وجهة نظر إيجابية عن شركة ” تسلا” حيث انخفضت هذه النسبة إلى 13% هذا الشهر مقارنة ب 24 % تقريبا في شهر يناير من العام 2022. ومع ذلك فإننا لاحظنا الرجل يدافع بطريقة غريبة، حيث يرى أن عدد متابعيه على منصة تويتر الذي يزيد عن المائة وسبع وعشرين مليون متابع هو دليل على ارتباطهم الوثيق بشركة “تسلا”. أعتقد أننا حتى هذا اليوم لا يمكننا الحكم بشكل قاطع في المسألة حتى مع استطلاعات الرأي، لا سيما وأن شركة المركبات الكهربائية كانت قد أعلنت عن تحقيق 24.3 مليار دولار من العائدات في الربع الرابع من عام 2022، بزيادة قدرها 37٪ عن العام الماضي.
صحيح أن النتائج إيجابية كما هو واضح لكن مستثمري الشركة لا زالوا يعتقدون بأن الرجل مشتت الانتباه بسبب التركيز على عمليات الإصلاح في منصة التواصل الاجتماعي. وما يزيد من درجة القلق لدى هؤلاء المستثمرين هو كثرة التغيرات التي أجراها الرجل، بما في ذلك التركيز على خفض القوة العاملة والذي نتج عنه كما يرى هؤلاء انخفاضا حادا في النشاط الإعلاني. ونستطيع أن نلحظ ذلك بشكل واضح من بيانات من “ستاندرد ميديا إنديكس” التي تشير إلى أن عائدات الإعلانات على الموقع تراجعت بنسبة 71٪ الشهر الماضي. وخلاصة القول مع كل هذه النتائج سواء السلبية أو الإيجابية للشركتين، فالأمر الواضح لدينا هو أن شخصية العلامة وسمعتها يجب أن تبقى ذات استقلالية وحياد بعيدا عن شخصية مالكها التي قد تؤثر بشكل واضح من الوقت على أداء المنظمة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال