الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
التعليم والتعلم مدى الحياة معترف به عالميًا على أنه ضروري لدفع التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية وغيرها من أشكال التنمية. وتعتمد التنمية على رأس المال (مورد أو أصل). ومن هنا يأتي ما يُعرف علميًا وعمليًا برأس المال البشري الذي يمكن تعريفه على نطاق واسع بأنه مجموعة من الموارد (على سبيل المثال؛ المعرفة والمهارات والإبداع) التي يمتلكها المرء ويستخدمها لتسهيل وتطوير أشكال أخرى من رأس المال مثل رأس المال الاقتصادي والاجتماعي والثقافي. وعليه ومن الملاحظ أن فائدة الموارد المادية (المباني والآلات والأدوات) والموارد المالية (المال) تعتمد على مدى المعرفة والمهارة الإبداع، وبدون رأس المال البشري تكون القدرة الإنتاجية للأفراد محدودة.
لذلك وبغض النظر عن نوع رأس المال، فإن المعرفة أساسية وضرورية لإنشاء جميع أشكال رأس المال الأخرى. ولأن رأس المال البشري يتم الحصول عليه وتطويره والعمل على زيادته في المقام الأول من خلال التعلم والتعليم – الرسمي وغير الرسمي – وهكذا؛ أصبح التعليم الشامل والتعلم مدى الحياة من اللبنات الأساسية في تنمية الدول الحديثة. وهذا الواقع له آثار كبيرة على كيفية تنظيم التعلم والتعليم وتقديمه وكيفية إتاحة فرص التعلم مدى الحياة لجميع الناس.
إن الاستثمار في رأس المال البشري هو الأكثر قيمة من بين جميع الأصول، وبالتالي يصبح التعليم على جميع المستويات من أهم المرتكزات الرئيسة التي يمكن من خلالها تنمية رأس المال البشري.
ومن هذا المنطلق؛ توسع مؤسسات التعليم العالي في دول العالم نطاق تركيزها ليشمل تنفيذ أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (SDGs) المعروفة أيضا باسم خطة التنمية المستدامة لعام 2030. حيث تتألف خطة عام 2030، التي تمت الموافقة عليها في عام 2015، من 17 هدفا لازما للمساعدة في تحقيق مستقبل مستدام لكوكب الأرض. حيث تلعب مؤسسات التعليم العالي دورًا رائدًا في تطوير رأس المال البشري، من خلال مناهج دراسية أكثر انخراطا، وتعليم، وتعلم، وبحوث، ومشاركة مجتمعية..
ويأتي دور مؤسسات التعليم العالي مناسبًا تمامًا لمعالجة مجموعة واسعة من الأهداف المنصوص عليها في خطة التنمية المستدامة عام 2030 عن طريق المجموعة الواسعة من التخصصات الأكاديمية داخل التعليم العالي، ولعل هذا هو أحد الأسباب التي تجعل التعليم العالي يلعب دورا رئيسيًا في تنفيذ خطة التنمية المستدامة عام 2030.
مؤسسات التعليم العالي في وضع فريد ليس فقط لتكون بمثابة نماذج للمنظمات المستدامة، ولكنها تمتلك أيضا رأس المال الفكري (الكفاءات والخبرات وقدرات حل المشكلات) اللازمة لمعرفة أفضل السبل لتحقيق الأهداف المعبر عنها في خطة التنمية المستدامة عام 2030 وذلك من خلال التدريس، البحث العلمي، والخدمة والشراكة المجتمعية.
وحيث إن التحديات العالمية التي تعالجها أهداف التنمية المستدامة معقدة ومترابطة ومتعددة التخصصات فإن إحدى أهم طرق تحقيق هذه الأهداف يتم عن طريق مؤسسات التعليم العالي، حيث إن من أهم أدوارها هو تعزيز المبدعين للمعرفة والتركيز على إنتاج أعلى جودة ممكنة من التعليم. ولدى هذه المؤسسات أيضًا مسئولية اجتماعية للتعاون مع مختلف قطاعات المجتمع لتحقيق وتطوير تنمية مستدامة للجميع.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال