3666 144 055
[email protected]
دخلت بعد يوم عمل طويل في يناير ٢٠١٩، إلى ملعب الجوهرة الشهير بالمدينة الرياضية العملاقة في مدينة جدة الساحلية، وكان لابد من الحضور رغم الارهاق، لأنني أجريت الحجز مسبقاً “قبل المباراة بعدة أسابيع” لألحق بأواخر المقاعد قبل أن تصبح Sold Out وكانت قيمة التذكرة حينها مرتفعة جداً ليس لحجم المناسبة الرياضية “كأس السوبر الإيطالي” فحسب، بل ان الأمر يتمحور حول اسم واحد من سبعة أحرف “رونالدو”.
نعم رونالدو كان الجاذب الأول لما يزيد عن ٦٤ ألف متفرج في استاد الجوهرة، وهو الذي يمكن أن اسميه كما يسمون نجوم هوليوود، نجم الشباك “الرياضي” فوجوده كعامل جذب يشبه إلى حد كبير ما كان يحدث في الماضي بالألعاب الفردية مثل محمد علي ومايك تايسون في لعبة الملاكمة، وقليل منهم تاريخياً في الألعاب الجماعية مثل مايكل جوردن وبعض نجوم ال Dream Team الأخرين.
كان الجو يميل إلى البرودة، وكانت هناك قرية تم إنشاؤها لتكون فيها فعاليات مصاحبة تعزف الموسيقى الإيطالية الجميلة مع صور ضخمة للدون رونالدو وكأننا في العرض الأول لنجم هوليوودي، وبدأ الحفل الذي تم الاعداد له مسبقاً بشكل جيد من العاب نارية واضاءة وليزر في الجو وغيرها، وكانت هناك جائزة للجمهور وتم منحها بالقرعة، ولم تكن الجائزة سيارة ولا ساعة ولا اي شيء من ذلك، بل كانت الجائزة هي احد مقتنيات “رونالدو”، حيث يعلم المنظمون ويعلم اللاعبون وتعلم إدارات الأندية “اليوفنتوس وميلان اي سي” ان الجميع هنا قد شد الرحال وجاء إلى ملعب الجوهرة من أجل شخص واحد، هو الدون “رونالدو”.
بدأت المباراة بلمسة رونالدو للكرة، وكنا جميعاً نصرخ بحماس، وربما بدون وعي عندما تلامس أقدام رونالدو الكرة، نعم اعترف انني كنت اصرخ بلا وعي!، ويحاول الجميع أن يلتقط افضل الصور وأفضل الزوايا، لنشاهد في الشوط الثاني من المباراة، ارتقاء رونالدو الغير مألوف في عالم كرة القدم وضربته الرأسية الحاسمة التي هزت شباك ميلان اي سي بقوة وأصبح الكأس حينها في خزينة اليوفنتوس وفي سجل رونالدو البطولي والتهديفي.
خرجنا من المباراة سعداء، غير مصدقين اننا شاهدنا الدون، يمرر ويسدد ويقفز قفزاته الاسطورية، بل ويسجل هدفاً أمامنا على أرض المملكة العربية السعودية، هل لاحظتم انني اتذكر تفاصيل التفاصيل وكأن الحدث قد كان يوم أمس، نعم فالحدث من روعته مازال محتلاً مكانه في الذاكرة ويسعدني ان اتذكره واحكي عنه من حين إلى حين، بل واذكره للمتدربين في دورات الاستثمار الرياضي التي اقدمها.
الحقيقة ان القائمين على الرياضة بالمملكة العربية السعودية قدموا درساً مجانياً في التسويق الرياضي، حيث أن استقطاب رونالدو ليكون لاعباً أساسياً في نادي النصر عام ٢٠٢٣ يغني حرفياً عن التعاقد مع ستة وكالات انباء رياضية لتغطي القارات الست، وستة شركات تسويق تتحدث بلغات تغطي القارات الست، كل ذلك تمت تغطيته والوصول باسم المملكة إلى القمة حول العالم في ساعات قليلة، وسنرى رونالدو بعد عدة أيام في مرسول بارك والجوهرة وجميع ملاعبنا السعودية وهذا سيصل بعدد المتابعين للدوري السعودي ونادي النصر تحديداً إلى اكثر من ٥٠٠ مليون متابع.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734