الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
السَلَطة مزيج من مكوّنات تغلب عليها الفردية، فهي مكوّنات مختلفة في اللون والطعم، ويُضرب بها المثل عند الحديث عن عدم التجانس، فنقول عن أي شيء غير متجانس إنه “سَلَطة”.
تقول Gartner (قارتنر)، وهي شركة استشارية تقنية ذائعة الصيت في وصف مراحل تطور التقنيات، ومنها تقنية الذكاء الاصطناعي، إنها تبدأ بفكرة أو إثبات قابلية نظرية تقنيًا لتكوّن منتجًا، ثم تُحاك حولها الأساطير وما يمكن أن تبلغه هذه التقنية من تأثير في العالم، ويرتفع سقف التوقعات وتتضخم إلى حالة تسميها (قارتنر) “حالة التوقعات المنتفخة” ومع الزمن قد تصل التقنية الى “منحدر “الإنتاجية” كما تسميه قارتنر.
وشخصيا، اعتقد ان خلال وجود التقنية بين “التوقعات المنتفخة” ووصولها لمرحلة “الإنتاجية”، تؤثر فيها قوتان: قوةً دافعة إلى الأعلى تدفع بهذه بالتقنية وعلى رأس هذه القوى الدافعة الحاجة إلى هذه التقنية، والانفاق الحكومي والخاص في الأبحاث العلمية والتطوير والابتكار.
لكن هناك “قوة مقاومة عكسية ساحبة” تصارع هذه القوى الدافعة، وتتمثل في تخوّف الناس من التأثير الاجتماعي لهذه التقنية، وانتهاك الخصوصية، وصعوبة الاستخدام، وارتفاع أسعار التطوير والتشغيل وغيرها من الاشكالات.
وهنا تكمُن أهمية العمل المتناسق بين القوة الداعمة للتقنية، من الأبحاث العلمية في الجامعات والتشريعات من الهيئات الحكومية، والابتكار الذي تتسابق فيه الشركات لتتضافر هذه القوى وتتغلب على “القوة المعاكسة” وتدفع باستخدامات التقنية للإنتاجية.
المملكة العربية السعودية من وحي رؤية ٢٠٣٠، استحدثت عدة هيئات ومشروعات، منها: “هيئة تنمية البحث والتطوير والإبتكار”، والشركة السعودية للذكاء الاصطناعي SCAI، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، والهيئة الوطنية للأمن السيبراني. كلها تهدف إلى تعزيز استخدامات الذكاء الاصطناعي، وتجاوز عقباته وتأثيراته الاجتماعية السلبية. بل الطموح يتعدى تجاوز العقبات لنتمكن من انتاج مشاريع قياسية عالمية في مجالات وطنية مثل الصحة، والنفط، والتعدين، وغيرها.
كلنا أمل ان تعمل هذه المكوّنات بروح الفريق حتى نصل بالذكاء الاصطناعي لمرحلة “الإنتاجية”، وأن تتآزر جهودهم وتتجانس لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 لتدفع بالمملكة العربية السعودية إلى مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال وان لا تكون جهودهم “سَلَطة” شكلها زاهٍ، لكنها قد لا تسمن ولا تغني من جوع!.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال