الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
توجد أولويات استراتيجية مشتركة يتفق عليها قادة التقنية، حول العالم، وتلك الأولويات يحرص عليها هؤلاء القادة ويتم توفير الميزانية الكافية لها بهدف تعزيز ودعم الاقتصاد الرقمي والذي يساهم في الناتج المحلي الإجمالي في تلك الدول.
من أكثر تلك الأولويات أهمية لدى قادة التقنية هو تبني “علم البيانات والتقارير التحليلية”، وذلك من أجل خلق حكمة وبصيرة تُمكن القادة من فهم البيانات وتحليلاتها وإدراك مدلولاتها في قياس الأداء المؤسسي، ومن ثم اتخاذ القرارات الإستراتيجية بناء عليها. ومن متطلبات النجاح لعلم البيانات هو وجود بيانات كافية ومتكاملة وذات جودة عالية يُعتمد عليها أثناء التحليلات، ووجود أدوات ذكية لتصنيف وحوكمة وحماية تلك البيانات. وأصبح هناك العديد من السياسات التي تقوم بالارشاد حول كيفية حوكمة البيانات وضمان جودتها.
ومن ذات المنطلق، توجد أولوية لدى قادة التقنية للاستفادة من تقنية “التعلم الآلي” وهو أحد فروع الذكاء الاصطناعي، وذلك لدراسة البيانات ونتائجها، عن طريق الأنظمة والخوارزميات الذكية وأيضاً الروبوتات، والتعلم من تلك البيانات للتحسين والتطور والتنبؤ المستقبلي والوصول لنتائج أفضل وأفضل مع تكرار التعلم بناء على البيانات الضخمة التي يتم تحليلها. وأصبح هناك دعوات دولية للمطالبة بوجود تشريعات وسياسات لضمان الالتزام الدولي بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
ولا يقل في ذات الأهمية ضرورة تعزيز “الأمن السيبراني”، وهو مفهوم يطلق على حماية الشبكات والأجهزة من الهجمات الإلكترونية، وكذلك منع دخول غير المصرح لهم وحصولهم على بيانات خاصة أو حساسة أمنياً. وقد أصبح قادة التقنية الناجحون يحرصون على مناقشة تقارير الأمن السيبراني ضمن النقاط الأساسية في اجتماعاتهم الدورية، وذلك لعدم المخاطرة بخسارة ثقة العملاء أو الخسارة المادية في حال وقوع هجمات إلكترونية أو تسرب للمعلومات.
كما أصبحت تقنية “الحوسبة السحابية” أيضاً مطلب أساسي في عالم التقنية، وهي تعمل على توفير الخوادم والأنظمة والخدمات الإلكترونية مثل تخزين البيانات ونسخها ومزامنتها، في خوادم سحابية دون التقيد بالخوادم والموارد المحلية، مما يتيح خفض التكلفة والسرعة والانتشار الواسع للمنتجات وسهولة الوصول إلى الخدمات. ويراعى أثناء تبني هذه التقنية ضرورة تطبيق سياسات الحفاظ على سرية المعلومات ومشاركتها. ومن خلال تلك التقنية، أصبح هناك مفهوم “توفر البيانات كخدمة” حيث يتم تخزين وتحليل البيانات عبر الحوسبة السحابية.
ومن الأولويات كذلك، وجود تقنية “المساعد الذكي” والتي يتم من خلالها تحسين الخدمات والتعاملات الحكومية والمصرفية، وهي إحدى تطبيقات الذكاء الاصطناعي بهدف توفير الخدمة الذاتية للعملاء، وأصبحت تلك التقنية تلقى رواجاً كبيراً لتوفيرها وقت وجهد الموظفين في الإجابة على التساؤلات الروتينية وحل المشكلات غير المعقدة.
وتوجد كذلك تقنية “الأكواد القليلة أو لا أكواد” حيث يتم استبدال كتابة لغات البرمجة باختيارات فورية وجاهزة للاستخدام المباشر، مما يوفر السرعة في الإنجاز والابتكار وسهولة الاستخدام من قبل العاملين التقنيين، لخلق منتجات في وقت سريع وقياسي.
هذه كانت بعض الأولويات التقنية… وعلى مشارف الثورة الصناعية الخامسة، يتساؤل العديد من قادة التقنية حول العالم عما سيكون عليه مستقبل الأولويات التقنية بعد عدة سنوات من الآن، خاصة ومع التطور السريع المتلاحق في عالم التقنيات الحديثة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال