الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مع التقدم الكبير للتقنيات ووجود المعلومات الضخمة للأفراد والمؤسسات حول العالم، تزداد التساؤلات حول كيفية ضمان الالتزام بالاخلاقيات مع تبني تلك التقنيات المتقدمة .. حيث يعتبر الكثيرون، على سبيل المثال، أن وجود موقع الذكاء الاصطناعي ChatGPT أصبح يشكل تهديداً للقطاع التعليمي حيث يُمكن للطلاب في المدارس والجامعات اقتباس وكتابة الواجبات المنزلية والأبحاث العلمية، بشكل آلي من خلال ذلك الموقع الذكي، دون أي مجهود يُذكر. وهناك كذلك تحديات أخلاقية أخرى ظهرت مع تقدم التقنيات الحديثة والاعتماد الكبير على البيانات.. وسوف نتناول بعضها في هذا المقال…
بداية، مفهوم أخلاقيات علم البيانات هو النصوص والتشريعات التي تمكننا من معرفة ما هو الصواب وما هو الخطأ خلال التعامل مع البيانات والأنظمة الذكية.
ومؤخراً وفي نهاية عام 2021م، اعتمدت الدول الأعضاء في اليونسكو، وعددهم 193 دولة، اتفاقاً عالمياً تاريخياً يحدد المبادئ والأخلاقيات والقيم المشتركة اللازمة لضمان تطوير الذكاء الاصطناعي بصورة سليمة، ووضع قواعد للذكاء الاصطناعي تعود بالنفع على البشرية.
وتسعى توصية اليونسكو إلى الاستفادة من المزايا التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، والحد من المخاطر المترتبة على استخدامه، حيث يجب أن تتسم القرارات، المبنية على التقنيات الذكية والتي تؤثر على حياة ملايين البشر، بالعدل والشفافية.
وتكفل تلك التوصية كذلك تعزيز حقوق الإنسان والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتصدي لتحديات الشفافية والمساءلة والخصوصية، حيث تركز على الجوانب التالية: حماية البيانات، وحظر وضع العلامات الاجتماعية وإجراء عمليات المراقبة الجماعية، والمساعدة في عمليات الرصد والتقييم، وحماية البيئة من خلال تعزيز الكفاءة في استخدام البيانات والطاقة والموارد.
وفي ذات السياق وفي السعودية، فإن تحديات الحفاظ على خصوصية البيانات نتج عنها إنشاء واعتماد سياسات لحماية وحوكمة البيانات الوطنية في جميع الجهات الحكومية والقطاع الخاص.
كما أصبحت السياسات والتشريعات تعمل على تعزيز حوكمة البيانات وتحديد ملكيتها، وجودتها، وتصنيفها، وخصوصيتها، وصلاحية الوصول والاستفادة منها، وكذلك حماية البيانات وأمنها، وغيرها من العناصر المهمة ذات الصلة.
وتلك الإجراءات هي ضرورة لوجود مصادر كثيرة من الممكن من خلالها الحصول على البيانات الشخصية والحساسة بطرق غير قانونية مثل بيع البيانات الضخمة من قبل بعض الشركات للربح غير المشروع، أو عن طريق التحايل بالرسائل والاتصالات الهاتفية للحصول على البيانات الشخصية والمصرفية، أو عن طريق الاختراق للأنظمة، ومن هنا يأتي دور الأمن السيبراني في حماية الشبكات والأنظمة.
وفي عالم الأمن السيبراني، يوجد مصطلح يعرف بالاختراق الأخلاقي وذلك عن طريق استخدام متخصصين تقنيين لبرمجيات ووسائل تقنية تساعد في الكشف عن نقاط الضعف في المواقع والشبكات والأنظمة التقنية، من أجل إصلاحها وتعزيز قوتها وحمايتها من الاختراقات والتي قد تمس أمن البيانات بها، خاصة الحساسة منها.
وتسعى جميع تلك الجهود إلى تحقيق أهداف أخلاقيات علم البيانات عن طريق الامتثال باللوائح القانونية ومدونات الأخلاقيات المحلية والدولية.
وبلا شك، تتضح أهمية تلك السياسات والمواثيق المحلية والدولية، يوماً بعد يوم، مع التقدم الهائل للتقنيات، خاصة في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي، وتمكن تلك التقنيات من القيام بالكثير من الأعمال والمهام البشرية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال