دور برنامج اكتفاء في تطوير المحتوى المحلي

يواصل برنامج أرامكو السعودية لتعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد (اكتفاء)، الذي أكمل عامه السابع، خطواته للإسهام في تسريع النمو الاقتصادي وتعزيز القيمة في سلسلة الإمداد لدى الشركة من خلال شراكات نوعية متميّزة مع الموردين والمستثمرين للتعاون في مواجهة التحديات، وتطوير القدرات التنافسية للمحتوى المحلي.

ومنذ تأسيس برنامج اكتفاء في عام 2015، سعى إلى تطوير سلاسل الإمداد المحلية وزيادة عدد الموردين المحليين، عبر بناء منظومة صناعية متنوّعة عالمية المستوى من أجل مستقبل أفضل، وهو ما كان له أثر إيجابي على الاقتصاد الوطني، ودعم مكانة المملكة كمركز عالمي للتصدير.

ومما لا شك فيه أننا في أرامكو السعودية لا ندّخر جهدًا في تحقيق هدفنا لبناء سلسلة توريد عالمية، تلبية لاحتياجات الشركة وشركائها، وتطوير قطاع طاقة متنوّع بقدرات تنافسية عالمية على أرض المملكة. وبرهن هذا البرنامج الرائد من نوعه على الفوائد التي تحققت من الدخول في شراكات ناجحة مع الشركات والقطاع الحكومي والمؤسسات الأكاديمية، حيث أثمر هذا التعاون عن تعزيز مستويات الازدهار في المملكة، وقطاع الأعمال المحلي، وأرامكو السعودية. ويمكنني القول هنا أن جزءًا من هذا النجاح تمثَّل في زيادةٍ بمعدل 20% في المحتوى المحلي الناتج من مشتريات السلع والخدمات المحلية من قبل موردينا مقارنة بالعام الماضي، كما نجح المورّدون في زيادة حجم إنفاقهم على تطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة بنسبة 120% منذ العام الماضي.

وقد حقق برنامج “اكتفاء” نتائج مبهرة تمثلت في تحفيز الابتكار، والمساهمة في إنشاء بنية تحتية تنافسية، وتبسيط العمليات التجارية، وإطلاق مبادرات صناعية رائدة ، وتمكين الفرص الجديدة. فضلًا عن ذلك، أسهم البرنامج في تنمية المهارات والتدريب وخلق فرص عمل عالية الجودة للكوادر الوطنية الشابة، حيث عزز من زيادة نسبة عدد السعوديين في سلسلة إمداد أرامكو السعودية بمعدل 70% منذ انطلاقة البرنامج.

وتحفل أرامكو السعودية بالعديد من النجاحات المختلفة المتعلقة بسلسلة الإمداد، والاستدامة، والتصنيع، وغيرها من البرامج ذات الصلة، حيث نتطلع من خلال هذه البرامج إلى الإسهام في تعزيز نظام الطاقة والصناعة المحلي، وفي تنوّع النمو والابتكار في اقتصاد المملكة.

ولا يقف دورنا عند هذا الحد، بل نحرص عبر برنامج اكتفاء على دفع النمو والتحوّل الرقمي، وتشجيع الابتكار التقني في سلسلة الإمداد المحلية، وذلك من خلال مكافأة الموردين وتشجيعهم للامتثال للأمن السيبراني في كافة أعمالهم، وذلك نابع من إيماننا التام بأن القدرة على توفير تحوّل رقمي سلس ستتيح لنا في وقتٍ مبكر أن نخوض تجربة التقنيات المتقدمة في المستقبل.

ومن خلال برنامج اكتفاء، بلغ عدد المصنعيين المحليين في سلسلة إمداد أرامكو السعودية حوالي 1000 مُصنّع، فيما بلغ عدد مقدمي الخدمات المحليين أكثر من 2200 مقدّم خدمات. فمن مدينة جازان الاقتصادية إلى مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية، نجح البرنامج في إيجاد منظومة من سلاسل الإمداد المتكاملة، بغية مساعدة الشركات على بدء أعمالها داخل المملكة. ونحن ندرك يقينًا أن دعم التصنيع السعودي بشراكات واستثمارات محلية قوية، ليس فقط برهان على مستقبل الاقتصاد، بل يحافظ أيضًا على قوة ومكانة المملكة اقتصاديًا.

وباعتبار أن الشركات الصغيرة والمتوسطة هي عصب الاقتصادات المزدهرة ومحركات ديناميكية للابتكار والتنافس، فقد شكّل برنامج اكتفاء حلقة وصل مهمة بين كبار الموردين وتلك الشركات لمساعدة الأعمال الصغيرة على النمو والاستفادة من إسهاماتها الحيوية، وهو ما يتماشى مع أهداف ومتطلبات رؤية المملكة الطموحة والرامية إلى رفع إسهام هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 35%، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على تهيئة المملكة كوجهة جاذبة للأعمال، ويعزز دور برنامج اكتفاء في تطوير قدرات المحتوى المحلي وتحقيق مستهدفاته في بناء منظومة إمداد فعّالة ومستدامة على المدى البعيد.