الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
وأنا أتابع لقاء السيد “جيري إنزيريلو” الرئيس التنفيذي لمجموعة هيئة تطوير بوابة الدرعية في برنامج “في الصورة” مع الإعلامي القدير الأستاذ عبد الله المديفر خلال الأسبوع الحالي لفتت انتباهي الأرقام التي أشار إليها السيد جيري في معرض حديثه عن جذب السياحة. إذا كنا اليوم نستهدف زيارة سبع وعشرين مليون شخص للدرعية بحلول 2030 فأول سؤال سيتبادر إلى الذهن هو حول تجربة هؤلاء الزوار والتي تبدأ بكل تأكيد بمجرد التخطيط لزيارة المنطقة.
وحتى نتمكن من تخيل هذه التجربة فعلينا أن ندرك بأن كل نقطة تواصل مع هذا الزائر سيكون لها كبير الأثر في انطباعه الشخصي عن المكان. تهيئة الزائر للرحلة هي عملية ليست بالبسيطة إطلاقا، ونتشارك في صناعة نجاحها جميعا، فهي ليست مقصورة فقط على موظفي بوابة الدرعية. وحتى تتضح الفكرة بشكل أكبر دعونا نتخيل تجربة أحد الزوار للمنطقة والتي تمر بمراحل تستدعي من الجميع أن يكونوا على دراية كاملة بما يجري على أرض الواقع في سبيل نجاح التجربة. هل نملك الاطلاع الشامل كسكان لمدينة الرياض وهي المدينة التي ينعكس عليها بكل تأكيد المردود الاقتصادي الإيجابي المتحقق من الاستثمار في منطقة الدرعية. لابد وأن يكون كل ساكن منا سفيرا يحمل لواء الترحيب والضيافة والتعريف بالزوار الذين سيكون لديهم الشغف للاطلاع على مزيد من الأنشطة التي تسير جنبا إلى جنب مع الحراك القائم في الدرعية. أعتقد أن درجة المعرفة والاطلاع هذه لابد أن يتم العمل على تعزيزها من خلال أنشطة مكثفة لتحقيق فكرة أن يكون كل ساكن هو نقطة الوصل والجذب والتعريف بمشاريع المنطقة. نعلم أن الدرعية تستهدف خمس وخمسون ألف وظيفة كما أشار الرئيس التنفيذي في اللقاء. لكن هؤلاء جميعا قد يقوموا بواجبهم علي أكمل وجه، ومع ذلك يمر الزائر بتجربة سلبية واحدة خلال هذه الرحلة تجعله يعيد النظر مرارا قبل تكرار التجربة أو الترويج لها بين معارفه وأصدقاءه. فكرة إطلاق مؤشر لقياس درجة المعرفة بين سكان المناطق المجاورة للدرعية بالمشاريع القائمة قد تساهم أيضا حتى في تذليل بعض الصعاب التي تواجه الزوار مستقبلا خلال زيارتهم. التناغم الكبير بين جميع المشاريع بحيث تحقق التكامل والهدف المنشود هو جهد لا يمكن تحقيقه إلا من خلال شراكة مجتمعية تضع نصب عينيها الهدف الأسمى الذي يراد الوصول إليه، وما يتطلبه الوصول لهذا الهدف من تفاعل من قبل جميع أطياف المجتمع وفئاته. يجب أن نعلم أن الأرقام وحدها لا تكفي لكن من المهم العمل بجد خلف كل رقم حتى يتحقق كما يمكن قياس درجة الإنجاز من خلال المعرفة الشمولية من قبلنا جميعا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال